قصة المختفي
بقلم الكاتبة/ فاطمة ممدوح
قصة بوليسية
سبحان العاطي الواهب ناس تخدمها وناس تتدوس عليها وطول ما أنت عندك ضهر هتقدر تاكل الكل
هذه الكلمات دائما كانت تتردد بين أرجاء السجن والمساجين لكن من يقصدون بالضهر؟ أيقصدون أصحاب السلطات الذين يحميون الكبار هنا هذه هي الإجابة بالتأكيد! لكن حتى لو كانوا كبار من حيث المناصب والمال فيوجد رب هو الأكبر والكبير فوق كل كبير.
_اصحى يا مسجون منك له وقت الطابور
=سيبنا شوية يا صول
_أنت هتهزر يا روح أمك
=لا يا عم براحه علينا
_طب امشي وأنت ساكت
وفي طريقي للطابور أنظر حولي على الجميع، وأسأل نفسي أهناك في السجن طبقات بين البشر؟ ليأتيني الرد من رجل يمشي بجانبي ويخبرني: شكلك لسه صغير مش فاهم حال الدنيا، وهل يا ترى أنت فاهمها؟
فهمت لما دخلت هنا واتعلمت قولي اسمك اي واللي جابك هنا
_شريف اسمي شريف دبلوم صناعي وشاطر في التكييفات. صاحب الشغل كان داخل عليا عصبي وبيشتم علشان مش ببيع كل التارجت في المول فاتخانقت معه ضربته اخدت سنه سجن
= بضحك: وانا فتحي وعاشت الاسامي ياعم شريف
_ يلا يا أخويا أنت وهو كل واحد يقعد في مكانه مش عايز دوشة.
كانت أول ليلة أشبه بالجحيم، أشخاص لا أعرفهم ولا تطمئن قلبي، أشعر بأنه سيتم قتلي على يد أحد هؤلاء ولم أستطع النوم وقتها، ظللت مستقيظا منتظرا النهار.
في مكان آخر..
_ اتفضل يا فندم ملفات المساجين الجدد
=معنديش وقت اقرأ قولي أول ملف
_حاضر يا فندم أول ملف دي قضية مخدرات سعيد عبد المحسن تاجر مخدرات على قده
=قصدك ملوش ضهر
_ بالضبط يا فندم
=وتاني ملف
_تاني ملف دي قضية إنتحال شخصية دكتور وإجراء خمس عمليات أدت لوفاة شخصين منهم.
=وآخر ملف؟
_لا ده ضرب صاحب الشغل راح اخدت سنه سجن
=يعني ضيف خفيف
_بالضبط يا فندم
في زنزانة ٤٨٩
_يلا ياض قوم اعملي شاي
=ما تعمل لنفسك هو أنا خدامك
_كل اللي هنا خدامين المعلم فوزي الدمنهوري
=إلا أنا
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا.
»»» للنشر والتواصل معنا اضغط هنا «««
_شكلك عيل ناقص تربية ومحتاج تتربي
وبدأ جدال عنيف بينهم وضرب في الزنزانة كاملاً حتى دخلوا العساكر إلى الزنزانة وفضوا الاشتباك وذهب أحدهم إلى المأمور ليخبره بما حدث ولأخذ إذن للمشفي بسبب الإصابات
_يا فندم الحقنا الزنزانة ٤٨٩ حصل فيها خناقة كبيرة والمسجون شريف عبد العظيم
_ماله
=اتضرب علقة ومحتاجين توديه المستشفي
_خده على المستشفي وده الإذن
ذهب شريف إلى المشفي وهو في أسوأ الحالات الصحية كدمات وإصابات وكسور ووصل هناك وبدأ في العلاج حتى أتاه شخص في ظلمة الليل
_ ياسر ياسر اصحي
=سيادة اللواء
_قولي عملت اي في مهمتك
=اظن انه باين على وشي
_كله فداء الشغل يا ياسر
=عندك حق دول اسماء وارقام اكتر ناس اتصل بيها فوزي في السجن
_جابهم فتحي ليا لانه عرف يسرق التليفون ويفتش وقت الخناقة
= كويس جدا واحنا هنراقب كل الارقام دي امشي أنا دلوقتي
وبالفعل تم مراقبة الارقام وفي خلال يومين وجدوا أنهم جميعهم متورطين في القضية وعرفوا أيضا موعد العملية الجديدة وفي هذا الأثناء خرج ياسر - المتنكر باسم شريف - من المشفي ورجع للسجن حتى يرى بعينه هؤلاء الأشخاص الذين ساعدوا في نشر المخدرات ووقتها عرفوا أنه ليس بسجين بل شرطي مسئول عن القضية وفعل ذلك لكي يكشف الحقيقة وفي النهاية القانون هو من انتصر.