recent
أخبار ساخنة

قصة " أولُ حُب " بقلم: دينا خالد | موقع أسرد |

الصفحة الرئيسية

أول حب 



رومانسية ساخرة
بقلم/ دينا خالد



في يومٍ من أيام الربيع الرائعة وبينما كانت لورا تجلسُ بجوار جدتها في بيتها وداخل غرفتها الصغيرة، إذ طرأ على ذهنها السؤال الذي لطالما حيرها وشغل بالها، فبادرت بسؤال جدتها (جدتي!)
قالت الجدة (نعم حبيبتي!)
قالت لورا (هل أسألكِ سؤالًا يحيرني؟)

انشر معنا على الموقع وتواصل معنا.



قالت الجدة (طبعًا يا لورا كل ما تودين معرفته سأخبركِ به تفضلي واسألي)
قالت لورا (هل سبق وأحببتِ من قبل؟ أعني في صغرك قبل زواجك بجدي؟؟)
قالت الجدة (بالطبع أحببت)
قالت لورا في لهفة والشوق في عينيها (حدثيني عن أول قصة حبٍّ لكِ)
أرجعت الجدة ظهرها للخلف قم قالت يااااه لقد كانت أيامًا جميلةً بحق، لا أظنها ستتكرر ثانيةً)
سكتت لثواني فباشرت لورا في شوقٍ شديد وقد وضعت
يدها تحت ذقنها وتهيأت للاستماع (أخبريني يا جدتي)
قالت الجدة: لقد كنتُ حينها أصغر منكِ بحوالي ثلاثةُ أعوام كان عمري اثنا عشر عامًا أعجبت به حينما رأيته للمرة الأولى وقع في قلبي وتمنيت مصادقته والخروج معه ولو لمرةٍ واحدة وبعدها بحوالي يومين أو ثلاث فوجئت به أمامي حدقت به لوهلة غير مستوعبة ثم ابتسمت وحدثته بصوتٍ خافت خشيةَ أن يسمعني وَالِدِي وقلت له أمنيتي فسرعان ما تحققت،
خرجت معه أول مرة ٍ دون عِلم وَالِدِي لأنه يكبرني بقليل وعلي حَدّ قول عائلتنا التي دائمًا ما تتدخل فيما لا يعنيها "لا يناسبني البتة لأنه ليس من مستوانا"
لم أستمتع بالخروج وقتها ولم أسترح فتلك مرتي الأولى التي أفعل بها شيٍّ دونما موافقة أمي وأبي
ولأني لم أكن قد اعتدت عليه بعد، فعدت إلى المنزل باكرًا ولم أمضي معه إلا ساعةً واحدة
عَلِمَت أمي بعدها وأخبرت أبي وأصبحت أخرج معه بعِلمِهما فقد قالا "إنه حتى وإن كان في نظرنا غيرَ مناسب فلا يهم رأينا لأنها أحبته من كل قلبها ولا يمكن أن نفرقهما الآن على كُلّ حال"
ويومًا بعد يوم كان حُبهُ يزداد في قلبي لم نترك أي مكان لم نذهب إليه سَوِيًّا علاقتنا كانت علاقة حب ووفاء وإخلاص وعطاء، لم يكن يتوانى ولو للحظة عن العطاء لي كان في فَرَحِي يفرح معي وفي حزني يجفف دمعي ويواسيني إذا اشتد الحر هو بجانبي وإذا اشتد البرد يضمني بشدة فيدفئني بحرارته، أحببته كما لم أحب شيئًا من قبل.
وفي يومٍ من الأيام كنا قد اتفقنا على الخروج معًا في المساء، كنت عائدة من مدرستي في غايةِ الفرح والسرور وعندما وصلت إلى المنزل ودخلت سمعت أمي تقول لأبي بصوتٍ شبه مرتفع "كيف سأخبرها الآن إذا عَلِمت ما حصل ستغضبُ كثيرًا ولن تتحمل وستبكي، هي حساسة ولن تتقبل بسهولة أنا أعرفها جيدًا"

انشر معنا على الموقع وتواصل معنا.


رد أبي قائلًا "لم يكن خطأك أنا المخطئ لم أستمع إليكِ منذُ البداية ولم أصلح الغسالة كما قلتِ لي وكانت هذه العاقبة"
رأيته من بعيد يرفع حبيبي وقد مزقته الغسالةُ وخلفت فيه جروحًا وتمزقات لن يستطيع أمهرُ خياطٍ أن يصلحها، فتغرغرت عيناي بالدمع ورحت أصرخ وأبكي "معطفي لا ماذا فعلتم بمعطفي الذي أحبه")
قاطعت لورا جدتها قائلة في استنكارٍ شديد (جدتي أكانت كُلّ هذه المشاعر وهذا الحب العظيم لمِعطَف!؟)
قالت الجدة (نعم لقد أحببت هذا المِعطفَ كثيرًا.)
سكتت الجدة وسكتت لورا والصدمة تملؤها.
ثم قالت مستنكرة (لماذا؟ عن ماذا كنتِ تحسبينني أتحدث!؟)
قامت لورا ونظرت لجدتها في صمت ثم ذهبت مبتعدة
فقالت الجدة بصوتٍ مرتفع (سأخبرُ والدتكِ يا لوراا)
ثم قامت وفتحت خِزانتها وأخرجت المعطف الممزق رفعته للأعلى ونظرت له وقالت (تلك الصغيرةُ لا تفهم أن حب الطفولة لا تمحيه الكهولة، في المرة القادمة سأخبرها عن حُبّ أمها للحذاء ذو الصافرة)
ثم جلست على سريرها، قبلته، احتضنه بقوة ونامت.
تذكر أنك قرأت هذا على موقع 
قصص موقع أسرد 


google-playkhamsatmostaqltradent