recent
أخبار ساخنة

كتاب " منتصف الليل " كتاب خواطر مجمع | موقع أسرد |

Asrud-publishing
الصفحة الرئيسية

" منتصف الليل "


تصميم غلاف: بسنت علي - من فريق عمل الموقع ( أسرد )

إشراف: بلفار نسيمة

المقدمة

أما قبل ....
كانت ليالينا هادئة ..كنا نظن أن الذي يحبنا سيحبنا حتى ونحن غارقين في دهاليز الظلام ..
حتى ونحن ممتلئون بالندوب النفسية ...حتى ونحن عاجزين عن حب أنفسنا ... سيحبوننا رغما عن كل هذا ...ولكن !؟ لا وألف لا فلا احد يخاطر ويدخل يده في غياهب الجب
(الظلام لنا وحدنا)
أما بعد....
كل شيء صار يزعجنا .... سواد داخلي
صار ليلنا ملجأ هدوئنا وسكينتنا ...
صارت قلوبنا كالنوافذ ...خلف كل نافذة قصة ...
وخلف كل قصة قلوب مختلفة ...
قلوب تنبض بالحب..بالحنين... بالشوق ....بالألم
وبما لا يشتهى أن يحكى
صرنا نرشو الملائكة بقطع السكر لتهش على قلوبنا تلك الشياطين التي صارت أفكارنا ملجأها بسبب طول الليل وبرود جدران هذا الفؤاد
أحزان وهموم ...شوق وحنين .....ذكريات وأمنيات
هذا الكتاب سيسرد كل هذا ...قصص ورسائل... أحداث صارت معي ومع غيري
من قلوب كتمت ولم تجد سبيلا لتبث أحزانا لاحقتها كل ليلة سوى حروف حفرتها في هذه
الصفحات
أنا أعتذر وبشدة نيابة عني وعن كل من خط حكايته هنا لكل شخص فتح هذا الكتاب وشعر بالحزن
حقا آسفة
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة

الإهداء

إلى كل من كان على بساط الليل يسري بالأحلام .... إلى من يسامر نجوم السماء بالأماني.....
 إلى كل من سحره الليل بتفاصيله...
 بابتسامة سمائه المتلألئة.....
بضحكات نجومه ...
بوجنات غيومه ....
وبشفاه القمر....
إلى ذلك العاشق الذي أضناه السهر ....
إلى ذلك المهموم الغارق في أحزانه ...
إلى كل من كانت هواجس الشوق تملأ رأسه ....
الليل يريد أن يمضي لكن الحنين لا يريد الرحيل
فهنيئا لمن لا يعني له منتصف الليل شيئا
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة

نصوص عشوائية من الكتاب.

دعوة المظلوم

"أخي هل يمكننا إلتقاط صورة فأنت كاتب رائع، نعم تفضل...
سيدي طائرتك الخاصة أصبحت جاهزة لحد الأن لم تخبرنا عن وجهتك إيطاليا أو مدريد، لا سنذهب إلى إنجلترا اليوم.
السكرتير يتصل: نعم ما الجديد ، سيارة المرسيدس التي طلبتها قد أحضرتها الشركة
لا بأس أخي أرسلها لي على متن الشاحنة وتعال خذ الفيراري إلى المنزل
أنظر يا أخي الشاحنة وصلت أنظر أنظر
ثم نهضت بهلع كبير صوت قوي أيقظني، صوت كنت أعتقده صوت الشاحنة التي ستجلب السيارة لكنه فقط صوت شخير أخي الأكبر، تباً له حتى في الحلم و يزاحمني ، نظرت اليه ببغض أردت قتله أو رميه المهم التخلص من هذا النحس ، كم هو عديم الاحساس،
كيف ينام بهذه الطريقة...!
كأنه لا يملك قلباً هذا ما قلته في نفسي أنذاك، لكن ما الجدوى أن تقتل شخص هو بالفعل ميت، صوته أيقظني من حلمي ليس من نومي، فالنوم خذلني منذ مدة وتخلى هو كذلك عني مثله مثل كل شيء أحببته....!
نهضت من مكاني وقررت مغادرة تلك الغرفة اللعينة التي لا تعبر عن شيء باستثناء الخراب تبدو كبقايا حرب او انقاض
طبعاً كيف لبشر مثلي أن يعتني بغرفته فحتى نفسي لم أعتني بها...!
قررت الذهاب للمطبخ لعلني أجد شيئا ألتهمه لكن كل شيء قد انتهى عائلتي محترفة فقط في الأكل أو انتقادي و وصفي بعديم الفائدة، تباً أصبح هذا الشيء يزعجني غادرت الغرفة ودخلت لغرفة أخي لأختلس منه بعض النقود، كي أضمن شراء سيجارة غداً .....
دخلت بهدوء فوجدته يتكلم مع حبيبته ويقول لها أنه يملك الكثير من الاموالة وسيجعلها تعيش حياة الملوك وهو لا يملك حتى قرشا لحلاقة شعره، ربما يقصد أنه سيعيشها حياة العبيد حتى إن استطاع،
هي أخبرته أنها ستضحي بكل شيء من أجله
بما فيهم أنا وأنت تمنيت لو كنت خشبة أحسن من سماع هذا الكلام، عفواً هي تريد قتلنا من أجل المال وليس من أجل حبها له، مسكين هو لا يدري أنه سيكون أول قتيل لها فالنساء مهنتهن قتل القلوب لا غير ، جدتي تعانق إبن أخي من هنالك غارقين في سباتهم ....هم يتشابهون كثيراً أحدهم مل من هاته الدنيا وأخر لا يعرف عنها شيء... تمنيت أن أنام مثلهم دون تفكير دون ألم دون أي الشيء ثم تذكرت أنه من سن 17 إلى 60 سنوات الدمار والخراب السنوات الذي يلتهمها التفكير ويقتلها الألم بطعنات الماضي، سمعت هاتفي يرن في غرفتي، ذهبت لارى المتصل كان صديقي عمر أخبرني أنه أمام الباب وهو بانتظاري، ارتديت ثيابي السوداوية كسواد قلبي وعقلي ومستقبلي وكل شيء موجود بذاتي ثيابي حقاً قد أصبحت مهترئة فأنا أصبحت مهترئا على الأخير ومثقل بخيبات الماضي اللعين،
الساعة كانت تشير إلى منتصف الليل عفواً منتصف العذاب أو بداية التفكير وإعادة كل شيء مر إلى الحياة من جديد،
خرجت من المنزل بهدوء كهدوء السارق حينما ينتهي من سرقته ويقرر مغادرة المنزل، وصلت إلى صديقي ألقيت التحية عليه وجدته يحمل حقيبة أخبرتها ماذا يوجد فيها ولماذا يحملها أخبرني أنه يحملها من أجلى وأن الموجود فيها سينسيني في الماضي ويجعلني سعيداً تشوقت إلى ذلك أردت رؤية ما تحتوي الشيء السحري الذي سيجعلني انسى شيئا قضيت سنوات لأنساه ولم أفعل وعجز ألاف الدكاترة عن معالجتي فأخبرني أنه علينا أن نذهب إلى سيارته كي يجعلني أراه وحدث هذا ذهبت لسيارته تحدثنا قليلاً لأستنتج من كلامه أنه أحضر بعض الكحول والمخدرات لكي يجعلني انسى الماضي وربما أكون سعيداً، قلت في نفسي لابأس أن أجرب هذا احتسينا الكثير من الخمر حتى أنني أصبحت لا أعرف ما إسمي وإستمريت على هذا الحال للعديد من الساعات، بدأ الشيطان يسكنني وبدأت افكار شيطانية تغزو رأسي راودتني فكرة الإتصال بتلك الغبية التي ملكت قلبها بحجة أنني أحبها... يالها من غبية هي لا تعرف أنني لا املك ولو بذرة حب في قلبي
لكن لا بأس هي غارقة في حبي ويمكنني التمثيل عليها واستغلالها في أي شيء
سأتصل بهاوأطلب لقائها غداً، وحدث هذا إتصلت بها وأغرمتها بكلامي مثل أنني سأموت من أجلها، ولا أستطيع العيش بدونها، وأنني إشتقت لها كثيراً وأريد رؤيتها، كادت أن تطير بالفرحة بعدما سمعت هذا، وكأنني أخبرتها أنها فازت باليانصيب ربما الحب فرحته أكبر من ذلك
قد كنت بارع في الكذب وأقنعها بكل شيء ووعدتني بأنها ستأتي غداً إلى منزل صديقي الشاغر، بقينا نتكلم حوالي ساعتان ثم إفترقنا على أمل أن نلتقي بعد أربع ساعات على الأقل فهي ستمثل على عائلتها بأنها ذاهبة إلى صديقتها في الجامعة، أخبرتني أنها حاربت أهلها من أجلي ووصلت لمشاجرتهم من أجلي وحتى أنها كذبت وبكت فقط من أجلي أي من أجل أن تذهب لزيارة صديقتها... قد أخبرتني هذا بعدما إلتقيت بها، كانت في ذلك اليوم جميلة قد زينت نفسها ، بدأت بنشر كلامي الجميل لها تارة ألمسها من شعرها ومرة من وجهها كتمهيد لفعل ما أخشى قوله هنا، ببطء بدأت التقرب منها
حاولت دفعي لكنها لم تقدر على صدي
حاولت منعى بشتى الطرق لكن بدون جدوى أخبرتني أنني سأقتلها وهي على قيد الحياة، أخبرتني أنها وثقت بي وسأدمرها، ترجتني أن لا أفعل لكن هيهات قد فعلت ما حرمه الله وكسرت ثقتها وشرفها ولقبها... بكت كثيراً دموعها لم تحرك كياني والشيء الذي حرك كياني أنها أخبرتني أنها تحبني ولا تستطيع تقديم شكوى ضدي إلا أنها وكلت الله علي ورحلت، بعدما سمعت هذا ندمت على فعلتي أحسست نفسي أني عديم القلب وحقاً أنا هكذا عديم الضمير لكن ما الفائدة الندم لا ينفع الأن، بقيت على أيام وأنا في غيبوبة تامة كيف يمكنني فعل هذا كيف يمكنني كسر قلب أحبني، أنا خائن، أنا عديم فائدة حقا عائلتي لم تخطأ في هذا
بعد تفكير طويل وندم شديد وجدت الحل الأمثل لعله يغفر خطأي سأتقدم لخطبتها وأجعلها زوجةً لي، إنه الحل الأمثل سأتصل بها وأخبرها بهذا لكن هاتفها كان مغلق، إتصلت العديد من المرات لكن دائما مغلق
تذكرت أنني أعرف صديقتها تواصلت معها
عبر الفيسبوك وهنا كانت الصدمة أخبرتني أنها قد إنتحرت وتركت لي رسالة معها
حيث تقول في هاته الرسالة:
إليك يا من حاربت العالم من أجلك لتقتلني أنت
إليك يا من وثقت بك فحطمت شرفي أ هذا جزاء الثقة
إليك يامن أحببتك بقلبي وأردت أن تكون زوجيوابا لأبنائي
إليك يامن قتلتني وأنا على قيد الحياة
إليك يامن خذلتني ...إليك ياعديم الضمير
لن أسامحك أبداً قد جعلتني أذوق المر
إليك يامن جعلت شرفي وشرف أهلي أرضا
لن أسامحك أبداً ستذوق المر لا أتمنى لك شيئا سوي أن تعيش ما عشته وتشعر ما شعرت به حسبي الله ونعم الوكيل
رغم كل شيء سأبقى احبك إلى اللقاء سأنتحر الأن وأموت كليا أحسن من أن اعيش وأنا ميتة إلى اللقاء لن أسامحك.
هذا أخر شيء سمعته في كل كلمة من رسالتها شعرت بألم يضرب في قلبي ألم لم أحس به طول حياتى، ألم عذاب الضمير ولا شيئ فوقه
ذهبت إلي قبرها قائلا؛
إنهضي أعلم أنك لازلتي على قيد الحياة
إنهضي أعلم أنك تمثلين .....لا يمكنك أن تموتي
سامحيني أرجوك، سأحبك وسأكون أبا وفي ا لك ولأولادنا أنهضي لكن هيهات لم تكن الدموع كافية والندم لا ينفع
إحتضنت قبرها بكيت وبكيت دون جدوى أردت قتل نفسي ضربت نفسي كثيراً لكن أبى الموت أن يأتيني كأنه قال لي سأجعلك تتجرع من نفس الكأس
مرت أيام وأنا على نفس الحال بدأت صحتي تنهار كدت أن أصبح مجنونا لولا تدخل عائلتي التي أخذتني إلى الكثير من الدكاترة صحتي تحسنت لكن لازالت صورتها عالقة في ذهني وكلامها راسخ في أذني وصراخها محفوظ في عقلي
مرت سنوات 50 سنة لكن لازال نفس الألم بل تضاعف الألم في قلبي الأن أصبحت ذو 70 سنة ابنتي رحمها الله كانت في عمرها 25 سنة تزوجت زوجة شريرة جعلتي أتذوق المرار في حياتي هي ليست مثلها
لا تسمع لكلامي تعصيني لا تهتم بي تعاملني كالعبيد تزوجت ومرت أيام ...
وذات يوم بعد العودة من عملي وجدت إبنتي مشنوقة معلقة على حبل جثتها تتمايل شمالاً وجنوباً إبنتي الوحيدة التي كانت تحبني قد إنتحرت قد ماتت من أعادتني للحياة قد ماتت من كانت تخفف عني رحلت ....
فجأة وانا في تلك الصدمة رايت رسالة على سريرها مكتوب فيها قد حطموا شرفي يا أبي ولا أستطيع أن أنظر في وجهك وأنا على هذا الحال، سبحان الله
الله قد إنتقم لها .....تذكرت فعلتي وشعرت بأنني أنا من تسبب في قتل إبنتي أردت البكاء ولم أستطع الدموع إنتهت الألم تضاعف كثيراً، الندم والألم أصابني بالشلل أصبحت غير قادر على الحركة
اصبحت مشلولاً صحتي غدرتني .....
وبعدما حدث لي هذا بدأت زوجتي تخونني أمام عيوني يدخل رجال غرباء إلى بيتي يفعلوا مايشائون بزوجتي ويرحلوا هنالك من بدأ يسخر مني لم أستطع العيش على هذا الحال قررت الإنتحار وهذه أخر رسالة لي كتبتها لكم كي تكون مغزى لكل قارئ وأن تكون آخر شيء إيجابي في حياتي تأكدوا أن دعوة المظلوم مستجابة وأن الله شديد العذاب .....أرجوكم إياكم فعل مافعلت تذكروا الله، أدعو الله واستنجدوا بحبل الله والسراط المستقيم و كتاب الله الكريم...
إلى اللقاء."
نعم هذه رسالة وجدتها موجودة في سرير شخص انتحر بعدما وصلنا خبر إنتحاره أمرنا قائدنا في الشرطة بأن نذهب الى لبيتيه عثرت عليها آنذاك فقررت مشاركتها معكم لتكون عبرة
أرجوكم أيها الناس إتقوا الله، لاتكسروا قلب شخص أحبكم، لا تفعلوا ماحرمه الله
فكما تدين تدان واعلموا أن الله يمهل و لا يهمل
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة

   صديق بنكهة الأخ (يوسف مشراق رحمه الله)

في الحلم ...، كان آخر مرة أرى فيها صديقي و خليلي و صاحبي يوسف، نهضت يومها و بقيت أتدبر في ما رأيت، أ حقاً يمكن للمرء أن ينسى أخاه في رمشة عين... لمحة بصر...لم أتقبل وفاته أبداً إنتظرته يوماً بعد يوم، أرى أن الكل تأقلم مع غيابه إلا أنا مازلت أ أمل في لقائه حتى و إن كان في العالم الآخر... العالم الماورائيات، أهلي لاحظوا عزلتي عنهم لا حظوا تأثري بغياب خليلي أرادوا إحتوائي لكن هذا لا ينفع حقاً، أساتذتي يحاولون تضميد جراحي لكن هم نفسهم من تعلمنا في مدارسهم أن كل شيء يولد صغير و مع الوقت يكبر، إلا مصيبة الموت تولد كبيرة و مع الوقت تصغر، كيف يطلبون مني النسيان و هي لا زالت حديثة الولادة، كيف أنسى و عندما أدخل المؤسسة لا أجد من يضمني بين ذراعيه و يقول لي بكل تبسم ها قد أتى من أحب ... ها قد أتى أخي، عندما أدخل القسم و أرى أنه يوجد مكان شاغر، أنا و هو عبارة عن تلاحم شخصين في شخصية واحدة، وتحمل فكراً واحداً... كيف تنتظرون مني نسيانه، هو كان ينتشلني من الضياع ويأتي بي إلى هذه الحياة،منحني شهادة ميلاد جديدة وقلباً جديداً ودماً جديداً وكأنه يلدني مرة أخرى، يسترني يشعرني وجوده بالأمان، يمد لي ذراعيه، يفتح لي قلبه، يستقبلني بابتسامة ويصافحني بمرح يجمع تبعثري ويرمم انكساري ويشتري لي لحظات الفرح ويسعى جاهداً إلى اختراع سعادتي، وفياً مهما كانت الظروف فلا يفشي لي سراً ولا يخلف معي وعداً ولا يطيع في عدواً، يلتمس الأعذر ولا يُلجِأني إلى الاعتذار ولا يعيرني بذنب فعلته ولا بجرم ارتكبته، متواضع معي ولا يتكبر عليّ ، ينشر محاسني ويذكر فضائلي، يحب لي الخير ويشجعني دائماً على التقدم والنجاح، ينصرني ظالماً أو مظلوماً ، ولا يهجر ولا يُسيء الظن بي،
- حقا لا أريد أي جملة تطلب مني أن أنساه... دعوني أتخبط مع نفسي لعل و عسى ألحق به فقد سئمت الإنتظار من بعده
مرت الأيام، و بدأ اليأس يتسلل إلى قلبي و في فترة ضعفي شردت في مكان يوسف و بدأت أسترجع ذكريات الزمن الجميل معه، فلما انهرت لم أرد تذكير الكل، خرجت لدورة المياه و بقيت أبكي... كنت أعلم أن البكاء لا يجدي نفعاً ربما أنني أعذبه أكثر بنحيبي لكن لم أستطع منع نفسي فقدت السيطرة تماماً، و أنا عائد للقسم و كأن الأرض لعبت من حولي سقطت أمام الدرج و بكيت على حالي، بعدها تفطنت زميلاتي و أصدقائي لأمري نادوني باسمي فلم أرد عليهم، وبختني إحدى زميلاتي على ما أفعله و لو كان المرحوم حياً ما قبل هذا ، لم أصغِ لها ...
-( بصوت نحيب و خافت متقطع ) لو كان حياً يا أختاه لما وبخني مثلك، ولا سألني على ماذا أبكي، كان حضنني بشدة و بكا معي وقبّل جبيني ... لم يبحث عن المشكلة بل يسعى للحل..
عانقتني و بكت، ربما أنبها ضميرها، أو اشتاقت لكن كانت أقوى مني ، بكاا كل القسم يومها، لكن هناك أستاذ قال لي كلمات احتجت سماعها...
- يا عبد الحق، والله ما ظننت أن يوسف قد مات و أنت تدخل من باب هذا القسم يومياً، ربما جسده ليس بجوارنا، لكن تربيته و أخلاقه و تفانيه و إجتهاده فيك، أورثك إرث عظيم لا تحطمه أرجوك ... واصل المسير و طوِّر ما كسبت منه...
عدت بعدها للبيت كالطفل الصغير ، عندما يتعلم او يسمع شيء جديد يسأل والدته...
- أمي ... أمي.... قد شبهني أستاذي بيوسف أخي، أ حقاً أنا أهلٌ بهذا !؛
- و أنت كذلك يا ابني ... أنت يوسف
دخلت صالوني جلست على الطاولة التي حلمت أن أدرس فيها مع أخي ، أخرجت دفتري و جمعت كل حزني لأنثره بقلمي على صفحات دفتري لعله يطمأن قلبي و ينشرح صدري ... كتبت هذا لأواسي خاطري بها و كلما أردت أن أتذكر أوجاعي و آلامي المدفونة هنا أتصفح هذا الدفتر ؛ :
- " ليس هناك أشد قسوة و ألماً عليَ أكثرُ مِن أن أسمع نبأ وفاة صديقي كان أقربُ من أخٍ لي، رغم أن الموت حقٌ على كل إنسان إلا أنها تبقى الأصعب و الأفجع على النفس ، لماذا ذهبت بسرعة! كأنك لم تأتي و لم أعرفگ، في كل ليلة تأتيني ذكرياتك و في لمح البصر تَمُرُ كلها في دفعة واحدة لا أدري هل تتسابق لتواسيني أم أنها تخشى من أن تطول لحظات الألم فتقتلني ، ففي بعض الأحيان أسأل نفسي هل رماني القدر في طريقك لأكون السبب في نهاية حياتك أم أنه رماك في طريقي لتزيد من آلامي ، فإن افتقادي لك جعلني أتألم بلا ألم و أبكي بلا صوت ، نارٌ في صدري بلا لهيب وقودها ذكرياتك و فتيلها لحظات أنهت حياتك، أشعر و كأني في أرضٍ غريبة من بعدك أسرح للحظاتٍ أتأمل فيها الكلمات التي كنت تواسيني و تشجعني بها ، رحلت من بين كل الملايين و تركتني وحدي أصارع أمواج المآسي ليتني رحلت قبلك و عِشتَ بعدي سنين و ترى كيف الفرقى سببت أحزاني ، مَثَلُها كمَثلِ لهيب الشمس تبخر الذكريات من قلبي لتسمو بها لعليائها فتجيبها عيني بنثر مائها لتطفئ لهيب ذكرياتنا،بالله إن حزن الفقدان يعتصر قلبي جسدي يتداعى لشدته، أشعر بفراغ كبير في قلبي ، مكانتك ستهجر إلى يوم القيامة، لكن رغم كل هذا و ذاك فالعين لن تنساك ، تبقى رفيق دربي مثلما كنت أناديك و تبقى حروف اسمك بقلبي معاني ، أنت رحلت و سيرحلون غيرك كثيرون وسنموت نحن عن قريبٍ أو بعيد وننزل منازل كما نزلت ونقف بين يدي الملكِ يوم الوعيد ،فهذه سنة الله تعالى في خلقه أنه لا باقي سواه والكل سيفنى..."
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة

الجانب الآخر للليل

بعد منتصف الليل تنام قلوب و تستيقظ أخري لتجالس صديقها الذي طالما كان شاهدا علي كل دمعة و كل غصة سكنتها من قال أن الليل يعتبر للنوم لتلك القلوب المنكسرة التي كانت دائما ما تجاالس ربها فيه و الليل شاهد تحدث ربها عن ما فعله بنو جنسها بها لا يزورها النوم فيه إلا على حين غفلة منها ليجاري ذلك الجسد الهش الذي يحتاج النوم اليل شاهد بعد الله على كل تلك الخيبات التي نتعرض لها و التي تسكن تلك القلوب المجروحة تلك القلوب التي دفعتها طيبتها الساذجة إلى أن تعايش ألما شديدا يمزق روحها أترى الطيبة في زمامنا هذا خطأ؟كثيرا ما يراودني هذا السؤال هل عندما أتصرف بطيبة و حنية و أكون أعني تلك الكلمة" احبك" بكل ما تحمله من تضحية من مساندة من عطف هل أكون ارتكبت جريمة؟ أصحيح أننا يجب أن نعامل بلطف لكن لماذا كنت دائما ما أدفع ضريبة تقدر بآلالاف الخيبات و الدمعات؟ على تلك الطيبة أحيانا أمقت نفسي كثيرا لماذا؟
لماذا ؟أجربتم أن تصلوا لحد الجنون من حقد احدهم نعم أنا جربت جربت أن من كنت أناديها أختي قد لدغتني و وجهت لي طعنات صدقا عدوي لا أظنه سيفعلها
بكيت و بكيت ليالي طويلة بسبب مشاكل لحد الأن تؤرقني أحيانا أتسامر أنا و الليل بعد أن أكون بكيت لربي حزني و قلة حيلتي هل يا تري أرد الإساءة بالإساءة ؟
أرد كل تلك الخيبات التي جعلتني أبكي ليالي طوال بصمت ؟و و قلبي يصرخ بكل ما اوتي من قوة هل حقا طيبتي هي من اوصلتني لهذا الحد؟ كنت دائما الصديق الذي أحبه لنفسي دائما .إن خيبة الحيبب قاسية لكن خيبة الأصدقاء أقسى ما كان يشعرني بإحساس ناعم أن أحيانا عندما أبكي في جوف الليل والسماء تمطر أحس أن الليل و السماء يربتان على كتفي و يحزنان لحزني نعم بكيت لخيبة أصدقاء كنت أظنهم كتفي الذي لا يميل لكن ضربوا ذاك الكتف مزقوه .
هل يا ترى أنا عديمة حظ في تلك العلاقة المسماة بصداقة
ربما لقد جعلوني أحس أن الطيبة الزائدة في تلك العلاقة حرام جعلوني أحس أن طيبتي شيء سيءو أنهم عندما يجرحونني و أصمت أنني بلهاء و غبية و أن تضيحاتي من أجلهم كلها غباء مني ليس إلا
مازلت أذكر تلك اللحظة الذي عرفت فيها أن من كانت أعز إنسانة على قلبي تأكل لحمي نيئا وراء ظهري وأنا التي أسكت كل من حاول التطاول عليها في حضوري
بكيت كثيرا على تلك المشاعر الصادقة التي استنزفتها مع الناس الخطأ و كيف لا أبكي لتلك الفتاة التي بكت في حضني و بكيت معها ؟!جعلتني انا أبكي بسسبها بعدما تألمت لوجعها تألمت و تسائلت لماذا لا أرد الإساءة بالإساءة ؟لكن في أعماق القلوب الطيبة شيء يأبي رد الإساءة بالإساءة مهما غضب ذلك الشخص لكنه يكتفي بسجدة طويلة في جوف الليل عنوانها حسبي الله و كفى نعم طيبتنا الزائدة كثيرا ما توقعنا في مشاكل
أن تكون شخصا يكتم الغيظ و طيبا بسذاجة ثم توقظك كل تلك الضربات لتصبح إنسانا يدافع عن تلك الكلمات الجارحة التي أصابت قلبه ستصبح ظالما في نظرهم و نظر الكثير لأنهم تعودا فقط على صمتك فحسبوا أنهم المظلومين دائما وأنت بدفاعك عن نفسك و تغيرك تصبح ظالما غريبون نحن البشر أليس كذلك؟!
و عندما تتحدث عن أخطائهم تصبح ظالما و أنت الجاني وهم الضحية فلا تستغرب لا ترد الإساءة بالإساءة و لكن عامل بالمثل فقط من غدرك أرجعه غريبا كما كان فمن يغدر مرة يغدر ألف مرة و لو كنا سامحناهم على المرة الأولى لكن اللئيم يظل لئييماو من يوجه لك كلاما جارحا واجهه دافع عن نفسك لكي لا تصبح ظالما عندما تتكلم تبا! لزمن أصبحت فيه الطيبة شيئ محرمااا تدفع ضريبة عنها بألف دمعة لازالت كل ليلة محفورة بقلبي
التي بكيت فيها صديقا اعتبرته فيها أحد افراد عائلتي
لن انسى كل تلك الغصات و الخيبات التي تجرعتها بدون ذنب سوى أنني كنت أعاملهم كما أحب ان أعامل لكنني جنيت ثمار الخيبة و دموع طويلة ..
انا لم أتغير لكن تلك الليالي الطويلة علمتني أن لا أستنزف مشاعري على أناس خطأ علمتني أن راحتي أولى
علمتني أن المعاملة بالمثل ليست شي سيئ لطالما أنني لا أؤذي ذاك الشخص بل أعامله كما يعاملني لا أستنزف مشاعري بل احفظها في مكان يصونها بعيدا عن شر بعض الناس وتلك الطيبة الساذجة لم تعد موجودة بذلك القدر
لأن قلبي تأاالم كثيرا و بالمقابل ربما يجب علي شكرهم لأنهم جعلوني استيقظ و أغير أفكاري القديمة لأصبح أقوىي لا أتالم من اجل أحد ولا أسمح لاي أحد أن يستغل طيبتي او أن يخيب ظني لأنني ببساطة لم أعدأ نتظر شيء من أحد أعامل كما أراهم يعاملونني و فقط
قلبي و مشاعري أحتفظ بها لنفسي فقط فهي التى لم تخذلني يوما
فشكرا أيها الليل علمتني الكثييير
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تحميل كتاب منتصف الليل pdf كامل


تذكر أنك قرأت هذا على موقع 
خواطر موقع أسرد 

author-img
Asrud-publishing

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent