recent
أخبار ساخنة

تحميل وقراءة كتاب " الوكت " للقصص الحاصلة على مراكز متقدمة في مسابقة القصص لموقع أسرد

Asrud-publishing
الصفحة الرئيسية

" الوَكْتُ "

تحميل وقراءة كتاب " الوكت " للقصص الحاصلة على مراكز متقدمة في مسابقة القصص لموقع أسرد  الوكت | تحميل كتاب الوكتُ | كتاب الوكتُ موقع أسرد | قصة الإناء |  قصة على نفس الدرب | قصة زغلول وهموم تلك الملايين | مسابقات موقع أسرد | قصص موقع أسرد الوكت دوم وياي كلش عداوة الوكت مايوم شفنه راحه منه الوكت عرس علي والشامت الزافوف الوكت خله النحبهم ما نراهم الوكت وزع فرح ضم حصه للماجاي الوكت سويته حرمه وشيليته الوكت مابي خير ومضيع الحك الوكت الاغبر الوقت اغلى من الذهب الوقت أغلى من الياقوت والذهب الوقت أغلى من كنوز الأرض الوكت اب الوكت ابوذيات ضيم الوكت ابراهيم عبدالجبار ابوذيه عن الوكت تعال حتى الوكت مايرحم بحالي كبرني الوكت واني العمر حتى الوكت مايرحم بحالي ابو ذيه الوكت وين وداج الوكت وين وينك واكف بلياك الوكت انا المايدري وين الوكت وداه وينك واكف بلياك الوكت كلمات انه المايدري وين الوكت ودا وينه اليحن بهل الوكت انه المايدري وين الوكت وداه انا المايدري وين الوكت ودا الوقت كم الوقت كم في تركيا الوقت كم في المغرب الوقت كم في فرنسا الوقت كم في الصين الوقت كم في المانيا الوقت كم في كندا صار الوقت كميل مبارك الوكت مايوم شفنه بشر اني الوكت مايرحم بحالي الوكت مابي خير يغدر بالفحول ما هو الوقت مدري الوكت شيريد مني مامعني الوكت الوقت متى الوقت مع من نحب تويتر الوقت مع من نحب الوقت مع من تحب الوقت يمضي مع من نحب الوكت من امتحن ما نقلنا الوكت من امتحن من الوكت باك الوكت مني اعزاز كبرني الوكت منتظر المكصوصي باك الوكت مني اعزاز كلمات باك الوكت مني عزاز علمني الوكت من احجي طك بطك الوقت دقيقه كل هالوكت خادعني  الاناء ينضح بما فيه الاناء ينضح بما فيه معنى الإناء يستغفر للاعقه الإناء الفارغ في المنام الإناء في المنام الاناء السحري الاناء يستغفر لصاحبه الاناء المثلوم الاناء الفارغ كم وزنه الاناء ما معنى مامعنى الاناء ينضح بما فيه إناء ماء إناء ماء سعته إناء ماء سعته ١/٢ لتر ما وزن الاناء الفارغ ماهو الاناء المضبب إناء ماء كبير الاناء من الخزف الاناء من الماء إناء من نحاس يشرب فيه 3 حروف إناء منطبع إناء من صفر إناء من طين إناء من خزف إناء من نحاس قصص قصيرة أحمد خالد توفيق قصص قصيرة أحمد خالد توفيق pdf قصص قصيرة أنيس منصور قصص قصيرة أنطون تشيخوف قصص قصيرة ادبية قصص قصيرة أحلام مستغانمي قصص قصيرة ألفريد هيتشكوك قصص قصيرة اجاثا كريستي قصص قصيرة للصف العاشر قصص قصيرة كما تدين تدان قصة قصيرة كما تدين تدان قصة قصيرة مثال قصة قصيرة كم قصص إبداعية قصيرة قصص معروفة للاطفال قصص قصيرة ما قبل النوم قصص قصيرة ماركيز قصص قصيرة مارك توين قصص قصيره مؤثره قصة قصيرة ما قبل النوم للكبار قصة قصيرة ماركيز قصة قصيرة ما لن يأتي عبر النافذة قصة قصيرة ما هي قصة قصيرة في سطرين قصص قصيرة بالعربي للاطفال قصص قصيرة و ملخصة قصص قصيرة من التراث الجزائري قصص قصيرة من القران قصص قصيرة من التراث العربي قصص قصيرة من الادب العالمي قصص قصيرة من كتاب كليلة ودمنة قصص قصيرة من الادب العربي الحديث قصص قصيرة من حياة الرسول قصص قصيرة من التاريخ قصص قصيرة من مجلة العربي قصص قصيرة من الماضي قصص قصيرة من الادب الروسي قصص قصيرة من الواقع قصة قصيرة عربية قصص قصيرة جدا ومفيدة على وطار على ناس على الونه على ذاك النقا على حالي على كيفها على الناس ملايين كريم ملايين سولكينغ ملايين العسيلي ملايين للحسين ملايين الحسنات في دقائق معدودات ملايين الدولارات ملايين انستقرام ملايين السوريين ملايين الدراهم ملايين كم عمرها ملايين كمبيوتر كم مليون خمس ملايين كم ورقه ١٠ ملايين كم ورقه 3 ملايين كم ورقه 6 ملايين كم ورقه عشر ملايين كم ورقه كيف ملايين خمس ملايين كيف تكتب لماذا ملايين ملايين ماذا تعني ملايين ما معنى ملايين ماهو مابي ملايين وقصور مابين ملايين الناس مامعنى ملايين وان مات ملايين مننا يمكن ما ورثنا ملايين ملايين من الحسنات ملايين من مواليد ملايين من الدولارات ملايين من الجنيهات الإسترلينية الملايين من المصريين ملايين من الجراد ملايين من ذوي الاعاقة من ملايين هل ملايين جمع مذكر سالم هل ملايين ممنوعة من الصرف هلا ملايين هلال ملايين


هو كتاب قصصي به ثلاثة قصص قد فازو مسبقا بالمراكز، الرابع، الخامس، السادس في إحدى مسابقاتنا في موقع أسرد.
أما عن اصحاب الثلاث مراكز الأولى فستجدهم هنا - يمكنك قرائتهم بالضغط على الاسم او الصورة الخاصة بهم.

القصة الفائزة المركز الرابع
" الإناء "

التعريف بكاتب القصة:
أنا مصطفى خيري عبد الفتاح علي، أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما، مصري الجنسية والإقامة، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة العربية.
قراءة القصة...
خرجت الست راوية في الصباح الباكر من دارها، تسير وسط حشود من نسوة يلففن أجسادهن بملاءات سوداء، وفوق رءوسهن المغطاة يحملن جرارا خاوية، والصبية خلفهن فرحون مهللون، قصدوا مدخل القرية المتكئة على جبل متعرج، حيث لا سبيل لوصول الماء النظيف والكهرباء، وكانت هذه عادتهم الأسبوعية، حيث يملأ النسوة جرارهن بالماء النظيف من عربة التعينات التي لا تخالف موعدها.
ولقد مُنحت الست راوية جسما قويا، فهي أطول النساء إذا سارت بينهن وأضخمهن جثة، وبشرتها سمراء مثل الطمي،، كانت تحمل فوق رأسها جرة كبيرة، وبيدها اليمنى جرة صغيرة، ملأتهما ثم غطتهما بشال أبيض، وأعادت الكبرى لتستقر فوق رأسها، والصغرى بيمينها، تسير نحو البيت بخطوات وئيدة كجندي يتوخى فخاخ اللغم، وصلت الدار فاستقبلتها ابنتها الكبرى، حملت عنها الجرة الكبرة، واتجهت نحو إناء كبير موضوع أسفل نافذة بإحدى الغرف وأفرغته فيه، ثم أخذت الصغرى وأتبعتها بالكبرى، وقفت الست راوية وسط الدار تخاطب ولديها محذرة:
ـ هذا الماء خزين أسبوع، إياكما والعبث به، هل هذا مفهوم؟
أجابا:
ـ حاضر يا أمي.
وكان عبده أول المجيبين، وهو صبي في الثالثة من عمره، ابتسمت الأم إليه متمتمة:
ـ سنرى ، هل ستصدق أم لا يا عبده؟
ثم وجهت الخطاب لابنتها الكبرى:
ـ يا حكمت، أنت المسئولة عن الحفاظ على الماء، وخاصة من عبده إياك أن يهدر الماء كعادته، مفهوم?
ـ حاضر يا أمي، ربنا يعينني عليه
في وسط النهار ذهب كُلٌّ لحوائجه، وكانت حكمت تعد الغداء، فرأى عبده الفرصة سانحة، فتسلل إلى الإناء ورفع الغطاء، وكان بجيبه الصغير علبة فارغة، هوى بها على الماء كالسيف الصارم فأحدث ذلك صوتا أضحكه كثيرا، ترامى صوت ضحكاته إلى آذان أخته فأرهفت السمع، ثم انتفضت وهرولت نحو الماء لتجد عبده يعبث فيه بسرور، عهُلِعَ الصغير لما رآها، فر لكنها أمسكته بذراعها الطويلة، فوقع على الأرض.
لقد ورثت حكمت قوة الجسم عن أمها، فلها أعصاب كالفرسان، وصوت كالرعد، باسقة كالنخل، فعبده يكاد طوله يصل إلى ركبتها، لدغته فصرخ متوسلا:
ـ والنبي لن أفعل هذا مرة أخرى، سامحيني والنبي.
ـ أسامحك، إذا سامحتك هل أمنا ستسامحني؟ لابد أن أقول لها لتتصرف معك.
ـ لا أبوس يدك، لا تقولي لها، آخر مرة آخر مرة.
ـ لولى أنك تصعب علي، لقلت لها، حظك حلو هذه المرة، ولكن هذه آخر مرة مفهوم.
هز رأسه موافقا، فتركته فتنهد في ارتياح.
حل المساء وراح الجميع في النوم إلا عبده بات ممدد الجسد منتبه الذهن، خطر على ذهنه هذا المشهد الذي يراه كثيرا في التلفاز، تلك السفن التي تجري في البحار كيف تمشي وكيف تظل واقفة على الماء لا تغرق، أراد أن يجرب ذلك، خرج من الغرفة متسللا وعند الباب ألقى نظرة على أخته النائمة، أخذ بعض الأوراق وصنع منها ثلاث مراكب، رفع الغطاء عن الإناء ووضع المركبات فيه فرآها تطفو على السطح، فشملته سعادة غامرة. لكنها سعادة لا تدوم ، سمع صوت خطوات، فانقبض قلبه، وسمع صوت حكمت تسأل:
ـ أين عبده؟ ألم يكن نائما.
وضع عبده كفه على فمه، يترقب الطامة، فُتِحَ، الباب فرأته جاثيا خلف الإناء، فأمسكته من أذنه وكادت تقطعها:
ـ ماذا تفعل هنا؟
أجاب مضطربا:
ـ أنا أنا.
ـ أنت ماذا؟
ـ أنا لم أفعل شيئا.
ـ هيا بنا إلى أمنا يا بطل.
اغرورقت عيناه، وكانت أنفاسه تتلاحق كماتور سيارة، فرق قلبها خشية عليه قائلة:
ـ يخرب بيتك، أنت ستموت من الخوف. سأتركك هذه المرة فأمنا لا تتفاهم، ولكن لا تقترب هنا مرة أخرى يا حبيبي، لخاطري.
هز رأسه:
ـ حاضر.
طبعت حكمت على جبهته قبلة وضمته إلى صدرها، وأخذته لفراشه وناما.
أشرقت الشمس من جديد، فاستيقظ عبده على صوت صبية يلعبون كرة القدم، ويبدو من أصواتهم الفرح، فانطلق نحو الباب، فوجده محكم الإغلاق، فبكى ثم اتجه نحو النافذة، فوجد الإناء أسفلها، ففكر أن يصعد على الإناء حتى تمسك كفاه حافة النافذة، هم بالتنفيذ ووضع قدمه اليسرى فوق الإناء المغطى وقدمه الأخرى وكفيه مسنودة إلى الحائط، انحرف الإناء فوقع الصبي على الأرض متألما، وسقط الإناء على الفور فانسكب جله ، فانتصب وهرول نحوه لينقذ ما تبقى.
جاءت حكمت على الصوت وأنفاسها تتصارع في الخروج، رأت الأرض مبللة فلطمت خدها:
ـ يا ويلي.
وقف عبده خلف الحائط وعيناه محملقتان في أخته، أدرك أنه تسبب في أذاها ، وهي التي تحبه وأخفت عن أمه ما يتسبب بعقابه، صمت صمتا طويلا فأخته كأنها تندب حبيبها المفقود.
وما هي سوى لحظات وجاءت الأم تستفسر:
: ما هذه الجلبة؟
وما أن رأت الأرض مروية بالماء المخزن حتى شهقت وضربت صدرها:
ـ ماذا فعلتما بالماء يا شياطين؟
ابتلعت حكمت ريقها في محاولة لاسترجاع صوتها فقالت بصوت مختنق متقطع:
ـ أنا، إنه هو.
قاطعتها ناهرة:
ـ هل يحتاج الأمر إلى هذا كله؟ كل شيء واضح، هذا الأحمق ضيع الماء، وأنتِ تتفرجين عليه، أليس كذلك؟
ـ يا أمي، لقد حذرته أكثر من مرة ولم يستجب.
ـ وبماذا نفع تحذيرك يا فالحة؟
ـ هل يمكننا تدبير الماء من الجيران؟
ـ ها ها ها الجيران، إنهم مثلنا يحتجون إليه وربما أكثر.
ـ يا ولديَّ، إننا في اليوم الثاني وقد فقدنا الماء، سنظل بقية الأسبوع عطشا، فلْتتحملا.
وبينما كانت الأم تزعق في ابنتها، أدرك الصغير أن الدور آت عليه، فدمعت عيناه ولم يستطع إمساك ذاك الأنين الذي فلت منه، التفتت إليه الأم:
ـ لا تبكي يا عبده، فالعيب ليس عبك، إنما هو عيب أختك التي سميتها حكمت.

القصة الحاصلة على المركز الخامس
" على نفس الدرب "

التعريف بالكاتب:
الاسم: خولة
اللقب: مَدُور
العمر: 21 سنة
البلد: الجزائر
الدراسة: الجامعة(العام الثالث)
قراءة القصة...
في منزل صغير قرب قرية شبه مهجورة، ولد طفل صغير وصراخه قد أيقظ الفرحة في سكان عاشوا الظلم والمأساة لسنين طويلة على حواف المجهول، لاشك في ذلك فالحرب على وشك الاندلاع، والحياة توشك على الانهيار، فلا حياة في الحرب – بالنسبة لهم- ورغم هذا لم يمنعوا إبتساماتهم الظاهر من وراء أقنعة الخوف، فهذا أول مولود منذ سنين قد سرقت منهم أعمارهم.
"ثائر" هكذا أسموه فصوت صراخه يصم الآذان خاصة عند التأخر في تلبية مطالبه، ولكن له ابتسامة عذبة تنسي الهموم، وضحكته تأخذ لعالم آخر بعيد عن ذلك الدمار.
مرت أيام قليلة ووجد سكان القرية أنفسهم أمام الأمر الواقع، نيران الحرب تلتهم بيوتهم وهم نيام فيها لم تترك لا أخضرا ولا يابسا فكان القرار الصعب والأصح هو مغادرة مسقط رأسهم حاملين معهم بقايا الذكريات، فجمعت كل أسرة كيسا صغيرا تحمل فيه مايكفيهم من الطعام لبلوغ المدينة التي سمعوا أنها المكان الوحيد الآمن حاليا وانطلقوا بخطى ثقيلة تأبى ترك أوجاعها، ومن بين هذا السرب المهاجر ثائرنا الذي شعر هو الآخر بالحنين المفاجئ لفراشه البسيط فبدأ دوامة بكاءه التي تنتهي بمجرد سقوطه في نوم عميق.
وصل الهاربون إلى حدود قريتهم بعد معاناة مع الأرض التي تتمسك بهم وتترجاهم ألا يتركوها في هذا الدمار، فبكتها السماء بدموع قد طغت عليها من بعيد ألسنة النيران، بدأ الأمل يلوح في الأفق ولكن هل سيعيش الخير في نعيم والألم يطوف به من كل مكان، فقد عرف العدو أن سكان القرية المحروقة قد غادروها فاعترضوا طريقهم حاصدين بذلك أرواحهم البريئة، ولحسن الحظ استطاع عدد من هؤلاء المساكين ومعهم ثائر ووالدته أن يفروا هاربين نحو نهر قريب وبالكاد استطاع هذا الأخير اخفاءهم من أعين النسور التي أخذت تفتش بين جثث ضحاياه عن الذين لم تخترقهم رصاصة الهلاك فيكملون ذبهم بأبشع الطرق ثم يرمونهم كلفافة سيجارة أخذ منها صاحبها جرعته اليومية، وأخيرا غادر الوحوش المكان متجهين إلى عرينهم الجديد وانطلق المساكين يبحثون في الموتى لربما وجدوا شخصا لايزال نبضه الضعيف يدب في المكان ولكن دون جدوى، فهذا قد وجد شقيقه مصاب برصاصة غادرة اخترقت رأسه وتلك وجدت ابنها الذي لم يبلغ العاشرة بعد مرفوسا تحت أقدام الهالكين، أما أم ثائر فسقطت مغشيا عليها عندما رأت زوجها مقطوع الرأس ودماؤه قد تناثرت في كل مكان.
في صباح اليوم التالي استيقظت أم ثائر ووجدت نفسها تحت ظل شجرة وابنها بجوارها نائم كالملاك وما أثار انتباهها الهدوء المفاجئ الذي حل على المكان فأين هم سكان القرية الذين كانت معهم، لتتذكر المشهد المروع لزوجها الذي تركها لتصارع الذئاب وحيدة، فجأة تقدمت منها سيدة عجوز كانت جارتها في القرية وكانت من الناس المحسنين هناك لتسألها بريبة:" أين باقي القرويين؟"
أجابتها السيدة العجوز وقد طأطأت رأسها بخزي:" عندما فقدي الوعي قرروا الرحيل وتركك وحيدة مع ابنك إضافة إلى أولئك الذين لم يصدقوا بعد أنهم قد فقدوا عائلاتهم، كما أنهم تركوا أهاليهم الموتى دون دفن يليق بهم، لم استطع اللحاق بهم فأنا بهذا العمر الآن أتعب بعد خطوتين من السير كما أنك كابنتي ولن أدعك لقمة صائغة لتلك الحيوانات" تلألأت الدموع في عيني أم ثائر فهي لم تتوقع أبدا أن تعيش هذه الحياة ولكنها نظرت إلى ابنها النائم بجوارها وعقدت العزم على المضي قدما، وقفت وهي تقول للسيدة:" أشكرك يا أم هشام على مساعدتك لي؟" فابتسم لها أم هشام قائلة:" ولو فنحن على نفس الدرب" فسألتها بألم:"هل تعتقدين أننا قادرون على دفنهم الآن؟" فأجابتها السيدة:" أخشى أن يعود جنود الأعداء قبل أن نفعلها" عبست أم ثائر ولكنها عاودت المحاولة لإقناع السيدة فوافق ثم اتجهتا نحو المجزرة وبين يديهما الحزن وألم الفراق فوجدتا عدد من الأشخاص قد بدؤوا بالفعل بدفن الموتى فأكملوا معهم مهمتهم النبيلة تلك وفي المساء انطلقوا في طريقهم نحو المدينة التي حمل آخر أمل لهم بالعيش في أمان.
كان صوت الطائرات التي تعلو رؤوسهم منبههم للاختباء بعيدا عن الأنظار بينما صوت الرصاصات يحذرهم من الاقتراب، مرت ساعات عاشوا فيها الرعب والهلع بكل أنواعه لم يذوقوا طعم النوم إلا لدقائق معدودة خوفا من أن يلحق بهم جيش نشر في بلدهم الظلام، في تلك الليلة استيقظ الجميع على صوت صراخ فتاة في العشرين من عمرها وهي تشير إلى شقيقها الأصغر الذي تركته أمها في عهدتها بعدا نالت منها نيران الغدر، كان الصبي ملفوفا بأفعى عملاقة تحذر الجميع بأعينها المخيفة وتمنعهم من إفساد وجبتها الدسمة تلك، ملأهم الخوف فلابد من الهرب قبل أن يأتي المزيد من تلك الوحوش ومع أن هم بعضهم في الهروب والرحيل صرخت فيهم تلك الفتاة قائلة:" وماذا عن شقيقي هل سنتركه لها لتقضي عليه؟" لم يهتم أحد لصرخاتها المتتالية بل سارعوا في الهروب، ولكنهم توقفوا فجأة عندما نظروا إلى شجاعة تلك السيدة العجوز – أم هشام – وهي تمسكه بعصاه وتحول انتباه الثعبان الضخم نحوها وفي حركة مباغتة سرقت الفتاة شقيقها من بين أحضان الوحش واحتضنته في لهفة كأم وجدت ابنها الضائع لسنوات، ولكن الثعبان أبى أن يرحل دون ترك أثره فصوب أنيابه نحو الفتاة وسارع للدغها ولكن أم هشام كانت له بالمرصاد فتلقت اللدغة بدل الفتاة التي لم تستوعب بعد ماحدث، شعر الوحش أن مهمته فاشلة لا محالة فغادر باحثا عن طعام آخر يسد به جوعه، بينما سارعت أم ثائر نحو السيدة العجوز وهي تفكر في طريقة لاستخراج السم وفي محاولة فاشلة منها لتبث الطمأنينة في قلب الجميع قالت:" لا داعي للخوف سنجد حلا نحن على أبواب المدينة ستعيشين، بالتأكيد ستكونين بخير" ابتسمت السيدة العجوز بوهن وقالت الجميع يعلم مصيري لذلك اسرعوا قد يصل الجنود في أي وقت لا تضيعوا وقتكم في حملي" ترقرقت الدموع في عيون أم ثائر وهي تقول:" مستحيل، لن امشي خطوة واحدة من دونك فمثلما اعتنيتي بي سأعتني بك أنا أيضا، لن أتركك" نظرت السيدة نحو أحد الشباب نظرت ذات معنى فتقدم منهما وأمسك بأم ثائر وابعدها بينما هي تصرخ وتعترض، ولكنها سكنت للحظة عنما وجدت أن أم هشام قد سكنت فجأة دفعت الشابة وجثت أمامها تحركها ولكن بدون فائدة فعلم الجميع أنها فارقت الحياة، خيم الحزن على قلوبهم وشاركهم ثائر بكاءهم الذي امتزج مع زخات المطر، ليدفنوها وذكرياتهم معها ترافقهم وتأبى الرحيل.
عاد الجميع إلى الطريق نحو المدينة ولكن فجأة سمعوا دويا قريب فعرفوا متأخرين أنهم داخل حقل للألغام كانت الحركة البسيطة الخاطئة تودي بروح الكثير تقدمهم أحد الشباب وهو يصرخ بأن يتبعوا خطواته، بعضهم اتبعه من بينهم أم ثائر والآخر ألقى نفسه في التهلكة مصطحبا معه أفرادا من أسرته، وبعد لحظات مصيرية استطاعوا تجاوز الحقل وقد فقدوا الكثير من الأحباب خلاله.
أخيرا وبعد مسافات طويلة وليال باردة وصلوا إلى المدينة فاستقبلهم سكانها بالود والإحسان ، وقد وجدوا عددا لابأس به من أصحاب القرية وعندما استفسروا عن الباقي أجابهم أحدهم:" بعضهم قتل بسبب الألغام والبعض الآخر كان وجبة لحيوانات الغابة"
تم تنظيف جروح المصابين وإعطائهم ملابس جديد كما قدموا للمهاجرين خياما ليعيشوا فيها حتى يتم بناء منازل جديدة لهم.
بعد سنوات انتهت الحرب تاركة ندوبا لم تلتئم مع الأيام بل ظلت تنزف وتبكي بأسى على فراق العائلة والأصحاب.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة

القصة التي نالت المركز السادس.
" زغلول وهموم تلك الملايين "

التعريف بالكاتب:
محمد أبو الفضل سحبان
- من مواليد 1975 بمدينة الدار البيضاء بالمغرب.
- بكالوريوس آداب عصرية تخصص: إنجليزي
- ماجستير في القانون العام تخصص : الإدارة الداخلية
- دارس بالدراسات العليا المعمقة شعبة العلوم السياسية
- متصرف الإدارات المركزية بوزارة التعليم العالي.
- مشرف على منبر القصص والروايات والمسرح بمنتديات منابر ثقافية.
- كاتب للقصة، موسيقي (عازف، كاتب كلمات وملحن)
قراءة القصة...
ارتدى زغلول النظارة وانزوى في ركن المهملات، ينقب في ماضيه عن أثر للملايين التي كانت وكأن لم تكن في يوم معه .. سقطت من بين الركام ورقة مبتورة من إحدى المذكرات، فانكمش فيها
واختفى عن العيون،بعدما بدأ الدائنون يتوافدون على البيت المهجور مطالبين بسداد ما بذمته من ديون..!!
قلب الصفحة فصار حديث الساعة في المقاهي بعد رحيل "زيتونة"وبيعه لكل شيء يذكره بها و بنسلها...وبدا له من خلال ما سلف أنه سينهي الحكاية في زنزانة...!!
مزق الورقة ورمى بها في القمامة ،فطلعت في الحال أوراق أخرى طمس الغبار أغلب حروفها وطبع عليها العنكبوت بختم الهوان.وقرأ بين السطور أن زميله زيدون هو من أخذ بيده و أقنعه بفكرة الخوض في ذلك القرض الطويل الأمد .!!
- إذا أردت أن تعود للمشي في الناس بوجه مكشوف فليس من سبيل آخر للنجاة .!
- أنت لديك تأمين..وقرض بالملايين سيغنيك عن كل تلك القروض الصغيرة .. التجربة
والخبرة تقولان : إنه الطريق الأسرع والآمن للحصول على المال ، ولهذا أنصحك بأن تعجل بتقديم الطلب .. لقد سمعت أخبارا سيئة تقول : إن الثعبان الأفرم المكلف بطي الملفات هو من وشى بك عند السيد طويل القامة.. وتم ضبطك بعد المراقبة متلبسا بالنوم على سرير من الوثائق والمستندات .. أنت تستهتر بالقوانين ..ألا تعلم عاقبة النبش في تلك الملفات ؟
الأجور الهزيلة والظروف القاهرة..هذا شئ لا يعنيك ....أنت لست ديوان مظالم ! لماذا لا تفكر في تغيير سلوكك حتى تتسلم برقية ترقية مع علاوة في المرتب ..؟؟
- ولكنني كاتب شكايات وأحسبك تعلم علاقة هذا بذاك .. شكاوى الناس دين ثقيل لا يمكن أن أساوم فيه ..
- كلام فارغ .. لن يسمع أحد شكواك ولن تؤخذ ظروفك في الاعتبار.ولن يكتب التقرير أن عملية التدقيق في البيانات كانت تسير على ضوء النظارات في مكتب لا تلجه أشعة الشمس... ... وسيُحَرَّرُ المحضر
في : .... وبتاريخ :
نظرا لكثرة الغيابات ، ورفض الاستمرار في حفظ تلك الملفات، فقد صدرت في حقك سلسلة من العقوبات و تمت قهقرتك لأسفل السلم وأدنى الدرجات .... ويمكن عند الاقتضاء طردك من السرداب وحذفك من أسلاك الكتاب. وبه وجب الإخبار ..... والسلام .
وحرر المحضر في : .......وبتاريخ :...............
إمضاء السيد الرئيس
- إنها فرصتك الأخيرة لتخرج من تلك الزنزانة على الأقل بسيارة لائقة وبدلة محترمة ..
وأمضيا ليالي يتدارسان معا مشاريع ما بعد الحصول على تلك الملايين ..
- ستركب السيارة الوثيرة وترتدي اللباس الغالي ... وستجالس رجال المال الأعمال، وستفخر بنفسك ولن تخجل بعدها من تصرفاتك.
.....أسرع زغلول في تحضير الوثائق ،ثم قصد أحدى الوكالات ،وبعد أيام قليلة تم فيها التحقق من هويته ومن حسن نواياه جاءه الرد :
الملف مقبول.
لم يصدق أنهم أقرضوه .. هاتف رفيقة عمره ليبشرها بالخبر السار وهو يصرخ منتشيا بهذا الإنجاز العظيم :أنا زغلول ومعي الآن الملايين .. كان الموظفون بالقباضة مندهشين يطلبون منه التزام الهدوء.لم يقبض في حياته كلها مبلغا كهذا وجلس لساعات يعده، ثم يعيد عملية العد وهو لا يصدق أنه يحلم . لم ينم ليلته وظل جنباه يتجافيان عن النوم
- أي نوع من السيارات سأقتني ؟ لا بد أن تكون سوداء حتى ترد أسهم الأعين الحاسدة .. غذا سيموت الحساد بغيظهم .!
دخل عليه زيدون من غير استئذان قائلا :
- أنا لست "الماما" لأمنحك الحنان الكافي، ولكن أرى أن من واجبي كزميل، أن أدُلَّك على أقرب حفرة تفرغ فيها همومك و آلامك .أنا أعلم أن الحمل ثقيل وأنك مفجوع ،ولكن لا تنس أيضا أنك مُقصِّر و الليل قصير ... أنا أعلم أنك الآن في حيرة من أمرك
- هل تبدأ باقتناء السيارة أم تطوف على الدائنين للوفاء بالعهود؟؟ أم ترتاح أولا وتخطف من أيامك يوما ترتاح فيه من تعب السنين و ليلة تنسى فيها هموم الدنيا .؟؟
ولكني لست أفهم حقا سر تمسكك بذلك السروال الحقير ...؟؟.
- قلت لك تكرارا إن الجيب المفروم لا يحفظ مالا ولا أوراق هوية... من حسن الحظ أنني موجود لأحرص على تلك الملايين بنفسي، فأنا لا أثق في جيبك. أنت قديم وغشيم ولا تفهم في الحيل والألاعيب ولكنك أخ غال وعزيز و أنا لن أتخلى عنك في مثل هذه الظروف. ستكون ملايينك في جيبي بأمان !! أنت متعب، خذ مسكنا وقسطا من الراحة وسأرسم لك خطة عاجلة لصرفها ..
رافقه من دون موعد إلى محل للملابس الجاهزة واقتنى له بدلة جديدة و حذاء لماعا و عطرا وبعض ربطات العنق ثم قال له :
- اعتن بحالك فأنت لن تخلد فيها، وإياك ثم إياك أن تطلعها على الحيثيات ..حتى لا نرى الجحيم بأعيننا فيما تبقى من سويعات هذا النعيم ...أليست من كانت ترمي بك في أحضان تلك الوكالات ، للتباهي أمام الصديقات بتبديل الأثاث ، وبرمجة السفريات و شراء الملابس والحلي والعطور ...؟؟
- وإذا سألتك عن سبب التغيرات المفاجئة فهل خمنت الأجوبة المناسبة للأسئلة المحتملة. ؟؟
التحقيق يستدعي أن تكون ماكرا في الكلام، وأنا بصراحة تدهشني غباوتك.قل مثلا إنك استعرت البدلة من زميلك زيدون.
والمناسبة : تلقي دعوة لحضور حفل تقيمه المؤسسة على شرف الثعبان الأفرم الذي صعد السلم على ظهرك وترقى في الدرجة...
حلاقة الوجه وتسريح الرأس ضروريان للظهور بمظهر يليق في حفل رسمي يحضره السيد الرئيس شخصيا ومعه كبار الموظفين والمسؤولين...والمناسبة ليلية لأن الأيام البيضاء أيام عمل وليست للهرج والمرج....وإذا أصرت زيتونة على مرافقتك ؟؟ فبماذا ستجيب ؟؟
نفذ بالحرف كل التعليمات ،ثم وقف أمام المرآة ينظر لوجهه الحليق .. راقه المنظر واللباس الأنيق. ثم سار على نهج تلك الخطوات..
وجد صديقه عند الوعد، وفي الانتظار ،عانقه بحرارة قائلا : أنت رجل قدير .. هنأه بالنجاح الكبير، ثم طلب من الجالسين الوقوف قائلا :
- دعوني أقدم لكم جناب الكاتب السامي السيد زغلول.
... قرعوا الكؤوس احتفالا بقدوم الغريق الجديد، وغنوا له أغنية :
"الليلة عيد"
أعجبه حلو الكلام وطاب له المقام ، ومكث بينهم زمنا يشربون ماءه كل ليلة، ويأكلون لحمه كل صباح حتى استنفد كل أوراقه ...
خرج من سجل الذكريات لأخذ نفس قصير، ثم مضى ليجمع شتات ما بقي من تلك الملايين حتى تحفظ للأجيال القادمة.

تحميل وقراءة كتاب " الوكتُ "

تذكر أنك قرأت هذا على موقع 
قصص موقع أسرد 
author-img
Asrud-publishing

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent