recent
أخبار ساخنة

مجموعة قصصية بعنوان " نسيج متلاحم " إشراف كيان متجدد | موقع أسرد |

Asrud-publishing
الصفحة الرئيسية

" نسيج متلاحم " 

 مجموعة قصصية بعنوان " نسيج متلاحم " إشراف كيان متجدد | موقع أسرد | نسيج متلاحم | كيان متجدد | كتاب نسيج متلاحم | قراءة وتحميل كتاب نسيج متلاحم كيان متجدد | قصص نسيج متلاحم | قصص كيان متجدد - | كتب موقع أسرد | نسيج متل نسيج في جملة نسيج في جملة مفيدة نسيج الليل نسيج أرقام نسيج ألياف الكربون نسيج تداول نسيج الكليم نسيج ضام نسيج العنكبوت نسيج الزمكان نسيج الورق نسيج اي قطاع نسيج اين نسيج الليل نسيج كم سعره كم نسيج في جسم الانسان كم نسيج عضلي كمبيوتر نسيج كم نسيج كم نسيج طلائي النسيج كمبيوتر النسيج كم نسيج كيفلر نسيج كيفلار كيفية نسيج صوف كيف نسيج كيفية نسيج لماذا نسيج الرئة اسفنجي نسيج ماركت نسيج ما هو نسيج ماكينات نسيج ماندالا نسيج ما معنى نسيج ماكينة نسيج ماذا تعني ماكينة نسيج دائري ماير نسيج ماذا يعني ماذا نسيج نسيج ضام ماذا يعني نسيج في جملة نسيج في جملة مفيدة نسيج من اين النسيج من اين نسيج من الورق نسيج من ورق نسيج من الصوف نسيج من الخيوط نسيج من الورق للصف الثالث نسيج من الصوف يستعمل نسيج من الحرير والديباج نسيج منوال نسيج هلالي هل نسيج الخشب حي هل نسيج الجرانيت خشن هل نسيج العنكبوت نجس هل نسيج الدم نسيج العنكبوت هل يحميها من المطر؟ ماذا تفعل ؟ نسيج ضام هللي نسيج ضام هلالي متكأ متوازي متوازي مستطيلات متداعي متوازي اضلاع متوم لماذا متجدد مامعنى متجدد مامعنى متجدد بالانجليزي ماهي متجدد ماضي متجدد ماده متجدد مورد متجدد ماهو مورد متجدد ما هي غير متجدد مامعنى مورد متجدد من الموارد الارضية مورد غير متجدد من موارد الارض منظور از جهان متجدد چیست در جهان متجدد منظور از علم چیست هلیا متجدد

كتاب ( نسيج متلاحم ) هو كتاب يضم عدد قصص تاليف عدد من الكاتبات والكتّاب الشباب، بعض القصص باللهجة المصرية العامية والبعض بالعربيةِ الفصحى يعرض مؤلفي كتاب" نسيج متلاحم " من خلال  قصصهم العديد من الأفكار من خلال نظرتهم الأدبية وإبداعهم الخاص، لديهم أيضا كتاب ورقي يحمل ذات الاسم " نسيج متلاحم " سيتم إصداره في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته في هذا العام 2022، لكن لمؤلفين مختلفين.
فالمؤلفين المتواجد قصصهم في الكتاب الورقي التابع لـ كيان متجدد المسمى أيضا بـ ( نسيج متلاحم ) ليسو نفس المؤلفين المتواجدين في هذا الكتاب - نسيج متلاحم الإلكتروني -. 
 تحت إشرف/ كيان متجدد
تصميم غلاف: أسماء ياسر. 

انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة

قصص من كتاب نسيج متلاحم.
" فَكُن لطيفًا " من كتاب ( نسيج متلاحم )
بشرٌ مُتطايرة.. تدورُ حول أهداف غير مُبرمجة، عقولهم البلهاء كَالنافذة التي لم تُغلق أبدًا، تخرُج منها الأفعال والطموح فَور وجودها، دون وجود قِطعة شفافة تُفلتر الأشياء قبل خروجها، يتركون ما يترتب كالمدينة الجرداء مِن الحراس والأبواب والأسوار التي تحميها، ويظنون أن هذا يجلب الراحة لهُم، ولا يعلمون أن هذا يُفسد القضية كلها.
في بداية الأمر، تعيش فتاة جميلة في سن الرابعة والعشرين مِن عُمرها، تُدعى «رحيل»، تتصف هذه الفتاة بالعدوانية والثوران، وتنظُر إلى الأيام مِن الناحية السوداوية البغيضة، مما يجعلها دائمًا في حالة زمجرة وتشاجُر مع كُل مَن حولها، توفي والدها في حادث سيارة أثناء ذهابه للعمل صباحًا، وفي ذلك الحين كانت رحيل في سن السادسة مِن عُمرها، ومُنذ وقوع ذلك الخَبر على قلبها وهي في حالة مِن الحُزن الشديد، قَتَـل الحياة في عينيها، فكانت تبكي دائمًا، وتصرُخ في وجه والدتها، ولا تبالي بشيء، ولا تُلبي لها أمرًا، مدَّعية أسباب كُل هذا الضجيج الذي تُسببه وفاة والدها، تدور أفكارها دائمًا حول دائرة صغيرة تُحيط بها، وهي أنها أصبحت بِمفردها إلى الأبد، وبأنها كانت قد أعطت والدها الكثير مِن الحب الذي تُكنه بداخلها، وجعلته يسكن في ثنايا قلبها، فقد أخذ حبها له مكانة عميقة في روحها، تدفع عيناها لِلتلألؤ عِند رؤيته قادمًا، وعندما توفى تحوَّل كل هذا الحُب إلى كراهية وغضب، مُعتقدة أنه ما كان يجب أن يتركها ويرحل، وبأنه كان لا يستحق ما قدمتهُ له مِن حُب زائد.
أرهقت أمها من كثرة احتياجاتها ومُتطلباتها التي لا تنتهي، حتى اضطرت والدتها اللجوء إلى عملٍ تعمله، كي تُلبي كل ما تحتاجُ إليه، آملة أيضًا أن يتغير سلوك ابنتها للأفضل.
مرَّت أسابيع بلا جدوى، وخلال هذه الأيام تعود الأم إلى المنزل وهي شديدة الحُزن، قلقة على ابنتها، فكيف ستُرتب لها حياتها المُستقبلية وسط ذلك الشقاء، حتى تطمئن عليها، فهي ذاقت الكثير من التعب، وتقدَّم بها العُمر، حيث في ذلك الحين كانت في آواخر الأربعينات، مِما جعل صحتها تبدأ في الضُعف والتدهور، ولِذلك لم تجد عملًا يناسبها.
وبعد بضعة أيام أخرى مرت بلا جدوى، في يومٍ عادت الأم مسرورة، تظهر على وجهها الابتسامة تشِع نورًا يملأ وجهها، مُسرعة إلى المنزل، لكي تُخبر عزيزتها بأنها وجدت عملًا يناسبها، وسوف تقوم بحياكة الملابس مع بعض الأصدقاء، في مكان مُخصص لصناعة وحياكة الملابس، وفي مكانٍ قريب مِن المنزل، وسيبدأ العمل مِن الغد، وستتلقى راتبًا شهريًّا مناسبًا، في الحال المتوسط الذي يساعدهم على العيش في سلام غير لاجئين للآخرين، ليُقدموا لهم المساعدة، فهي أم حكيمة، عزيزةُ النفس، ولا تقبل الشفقة واللجوء لِلغير باستمرار، بالإضافة إلى أن إحدى السيدات اللاتي قابلتهن اليوم في مكان العمل الجديد أرادت المجيء لزيارتهما مساءً؛ رغبةً في خطبة رحيل لابنها «يونس».
تُرى ماذا سيكون رد فِعل رحيل؟
دخلت الأم المنزل مُتجهة إلى غرفة ابنتها في حالة بهجة شديدة، فوجدتها تغطُّ في النوم، أرادت أن توقظها قليلًا، لإخبارها بهذا الخبر السعيد، ثُم تتركها تعُود إلى نومها فرحة، جلست بجانبها ببطء وبدأت في مُناداتها: «رحيل.. أفيقي يا عزيزتي».
فإذ برحيل تقوم غاضبة صارخة في وجه والدتها: «ماذا تُريدين؟ لا أريد الحديث في أي شيء، اتركيني بِمفردي واذهبي».
بدأت تتجمع الدموع في عيني الأم أثناء سماعها لِهذا الكلام مِن ابنتها الوحيدة، فقد وصلت إلى حالٍ أشبه بالجنون، ولم يعُد في مقدرة الأم التحمل والعناء معها أكثر مِن ذلك، فغادرت ومسحت دموعها حزينة على حال ابنتها، سائلة الله لها الهداية.
في إحدى المناطق المجاورة لمنزل رحيل، فتاة فاتنة الجمال، رقيقة الأسلوب، جميلة الروح، وذات ملامح بريئة، تُدعى «يقين»، تسقي الأشجار والزرع الموجود في الحديقة بِمُتعة، وتتأمل في قدرة الله ومشيئته في خلق الكون وإنبات هذا الزرع، خرجت مِن المنزل سيدة يضيء وجهها نور، تتكئ على عكازٍ بسبب ضعف صحتها، حيث أنها كانت في الخامسة والستين مِن عمرها، تنادي بخِفة وبابتسامة تُنير وجهها وملامحها الصافية، على تِلك الفتاة التي تجلس بين الزهور، وتسقيها بمُتعة جليلة وغامرة في حبها، قائلة: «عزيزتي الجميلة، افتقدتكِ عيناي فجئتُ باحثةً عنكِ، لرؤية عينيكِ الجميلتين، ولرغبتي في اصطحابك إلى السوق، لمُساعدتي في شراء بعض احتياجات المنزل».
أجابت يقين عليها بالقبول الأكيد، وانتهت مِن سقي الأزهار والورود، ثم ذهبت ممسكةً بِيد جدتها، تلبيةً لطلبها، متجهتين إلى السوق كما طلبت.
تبلُغ يقين مِن العُمر خمسة وعشرين عامًا، توفى والداها في أثناء ذهابهما إلى المملكة العربية السعودية، لأداء فريضة الحج، وفي ذلك الحين كانت تبلُغ الخامسة مِن عمرها، ومُنذ ذلك الحدث وهي تعيش مع جدتها، وقد تكفلت بأمرها وقامت بتربيتها أفضل تربية، ومِما ساعد على ذلك تقبُل يقين الأمر وإيمانها بقضاء الله وإرادته، أحبت يقين جدتها كثيرًا، لأنها كانت عطوفة بقلبها، رحيمة بِمشاعرها، وكانت تقُص عليها كل يومٍ قبل الخلود إلى النوم بعض النصائح والقصص المُفيدة، ومِن أشهر وأكثر مقولات جدتها لها دائمًا: «كوني ذات قلب رحيم بِمَن حولِك، حتى وإن لم يرحمك أحد».
تعلمت يقين من جدتها الكثير مِن الصفات الحميدة، وكانت تمتاز دائمًا بالذكاء وحُسن التعامل والأسلوب الجيد مع الجميع، مما جعلها تكتسب محبة كل مَن يقترب منها وتقديرهم لها.
في منزل رحيل:
قامت من سريرها غاضبة بعد الذي فعلته مع والدتها، واتجهت لتغير ملابسها لمغادرة المنزل، قاصدة الذهاب إلى نادي المنطقة، وصلت إلى النادي وجلست في مكانٍ هادئ بعيدًا عن الجميع، تبكي على سوء حظها، وعدم قبولها بمعيشتها، وتُردد دائمًا: «لماذا خُلقت في هذه البيئة؟ لماذا حُرِمت مِن والدي؟ لماذا لم أكُن مِن هؤلاء الأثرياء؟ لماذا أنا فقيرة؟».
انتهت يقين وجدتها مِن شراء الحاجات، وعادا إلى المنزل في مرحٍ وسلام، ثم طلبت مِن جدتها الذهاب إلى نادي المنطقة، للجلوس في راحة وتأني، ولترفه عن نفسها وتشرب مشروبها المُفضل، ومن ثم تعُود.
وافقت الجدة، فخرجت يقين حاملة حقيبتها ذات الجمال الراقي إلى مكانٍ راقٍ، لا يوجد فيه سوى فتاة تجلس على الناحية الأخرى، أخذت يقين مُصحفها مِن حقيبتها وبدأت في القراءة بصوتها العذب المُريح للأذن والجذاب، وأثناء قراءتها سمعت همهمات بُكاء صادرة مِن حولها، فنظرت بِجانبها لترى فتاة جميلة، يغمُر الحُزن ملامحها، وهي تبكي بأنين وحسرة.
اشتعل فضول يقين لتعرف سِر حُزن هذه الفتاة، وتساءلت: ما نوع هذا الحُزن الذي قد يصل بالمرء إلى هذه الحالة مِن الانطفاء؟
بدأت تخطو نحوها ببُطء، فسمعتها تنادي بصوت ضعيف مُنكسِر: «أبي.. أبي».
اقتربت يقين منها أكثر حتى جلست أمامها مُباشرة، فشعرت رحيل بوجود شخص بجانبها، فمسحت دموعها، وكفَّت عن البُكاء، ونظرت أمامها موجهة سؤال تملؤه الدهشة إلى تلك الفتاة الموجودة أمامها، قائلة: «من أنتِ؟ ولِماذا تقدمتِ نحوي دون أن آذن لكِ؟».
أجابتها يقين قائلة: «صبرًا يا أختاه، لا داعي للأسئلة الآن، فقط أخبريني لِم كل هذا البُكاء؟ لا شيء يستحق كل هذا الحُزن، أنتِ جميلة، والأشخاص الجميلون لا يجب أن يحزنوا».
شعرت رحيل بالراحة تتسلل إلى قلبها إثر حديث يقين، وبدأ يزول عنها شعور الغضب، ولكنها أخفت ذلك وكابرت، فقالت: «وما شأنك أنتِ بي؟ لماذا تتدخلين في أمور لا تعنيكِ؟».
ابتسمت يقين وأجابتها قائلة: «هوني على نفسكِ يا عزيزتي، لقد جعلنا الله سندًا وملجأً لبعضنا البعض، ودِيني يدعوني أن أكون ذات قلب رحيم، أهون على كل حزين أجده، وأقف بِجواره سندًا يتكئُ عليه ويدعمه حتى يمُر مِن محنته بِسلام».
ضحكت رحيل مُستهزئة من حديث يقين ثم قالت: «وماذا تملكين أنتِ لِتساعديني وتدعميني به؟».
أجابتها يقين بنفس ابتسامتها الساحرة وتواضعها قائلة: «ليست المُساعدة فقط بالماديات، وليس مِن اللازم أن تكون واضحة بِشكل مُبالغ فيه، وإنما عند وقوف روح بجانبكِ تمُدكِ بالطمأنينة، وتبعد عنكِ الوحدة، تدعمكِ كُلما شعرتِ بالاستسلام، ترشدكِ لِلصواب، وتأخذ بيديكِ إلى الجنة، هذا أفضل من أموال الدنيا، لا أريد أن أزعجكِ بوجودي، إذا لم ترغبي في وجودي فسأذهب، ولكني أختٌ لمَن ليست لها أخت، وصديقة مَن ليست لها صديقة، ستجديني دائمًا عندما تحتاجين إلي، وداعًا».
توترت رحيل كثيرًا، وغضبت، فهي لا تُريدها أن تذهب، لقد شعرت بالطمأنينة والراحة مِن حديثها، هي ليست عدوانية، هي فقط فاقدة لمَن تأمن له، هي خائفة.. ولكنها لا تعرف كيف تترجم هذه المشاعر سوى بالغضب والكراهية، فأسرعت خلفها قائلة: «كلا، انتظري.. لا تُغادري؛ فأنا بحاجة إلى حديثك، اجلسي ثانيةً وسأقص عليكِ سبب بُكائي».
ابتسمت يقين فرحة بأنها فازت باحتواء قلبها، وطمأنة روحها، فهي تُحب مساعدة الآخرين، وتسعد كثيرًا بِذلك، فقالت: «حسنًا، لن أُغادر، لا تقلقي، فقط قُصي عليَّ سبب بُكائك وسأكون مُنصتة جيدًا لحديثك، لكي أساعدكِ».
تحدثت رحيل بِحزن، مُتذكرة بعض أحداث الماضي التعيس: «أنا أدعى «رحيل»، أبلُغ مِن العُمر أربعة وعشرين سنة، توفي والدي في حادث عندما كنت في السادسة مِن عُمري، وقع خبر وفاته على قلبي كالصاعقة التي تُدمر كل ما في الأرض، ولا تترُك شيئًا حميدًا أبدًا، ومنذ ذلك اليوم وأنا لستُ على ما يُرام أبدًا، تتدهور حالتي يومًا بعد يوم، ودائمًا أتشاجر مع أمي وأغُضبها مني، هذا كل ما في الأمر».
كانت يقين مُندهشة مِن حديثها، ولكنها أخفت هذا الشعور، كي لا تشعر رحيل بالندم، فابتسمت وقالت:
- «عزيزتي، أنا اسمي «يقين»، توفى والديَّ في آنٍ واحد، في أثناء ذهابهما لأداء فريضة الحَج، كنت في الخامسة مِن عُمري، تولت جدتي تربيتي، ومكثتُ معها إلى وقتنا هذا، ما أريد قوله هو أني أسوء منكِ حالًا، أنتِ فقدتِ والدكِ فقط، ولكني فقدت والديَّ، لكني مؤمنة جيدًا بِالأقدار، وأؤمن بأنها أرزاقٌ يُقسمها الله عز وجل، ولِكل فردٍ منَّا نصيب يجب أن يرضى بهِ، ويحمد ربه كثيرًا عليه، فكُلما فعل ذلك زاده الله أضعاف خيره في الدنيا والآخرة، أنصحك بأن لا تنحني لالتقاط ما سقط منكِ، لأنه سيقعُ الأكثر كلما انحنيتِ، فقط أكملي طريقكِ وسيُبهركِ عوض الله وعطاؤه، فقد قال الله عز وجل في كتابه الشريف: (قال لا تخافا إنني معكُما أسمعُ وأرى) كما قال أيضًا: (وما كان ربُّكَ نَسيًّا).
لا ينسَ الله أحدًا يا جميلة، هي فقط مِحن نمُر بها لِوقت قصير، ونخرُج منها بِلُطف الله ورحمته، ولكن يجب أن نتعلم مِن كل محنة، ونكتسب خبرات في التعامل لمواجهة الآتي بقوة وصبر، فقط هوني على قلبك، هي ليست سِوى دُنيا، فلا تجعليها تُشقيكِ، فقط فوضي أمرك إلى الله وستري عوضه في كل شيء».
أثناء حديث يقين كانت رحيل تنصت إليها بِشدة، فكلماتها جعلت قلبها يندم على كل ما فعلته مِن حماقة، كما جعلت روحها تتهيأ لإصلاح كل ما فعلته بِقدر الإمكان، فقالت: «مُنذ وفاة أبي لم أجلس لأتحاور مع أحدٍ هكذا قط، والآن أدركت أن هذا بسبب أني كُنت حمقاء، لم أسمح لأحد بالتحاور معي ولو لِبضع دقائق، ولم أستمع لحديث أمي أيضًا، ولكني الآن أعدُكِ أن أقوم بتغيير الكثير من أفعالي البلهاء التي كُنت لا أدرك نتيجتها، وكم أنها تؤثر على مَن حولي، لكنكِ حقًّا بارعة، أنتِ تمكنتِ مِن إقناعي بهذه الأمور التي كُنت غافلة عنها، حقًّا أنتِ خير صديقة، أنا ممتنة لكِ وللطفكِ كثيرًا، فقد جعلتني أشعر بأن الخير ما زال موجود».
ابتسمت يقين مسرورة، لتنهي حديثها قائلة: «صديقتي، أنا هُنا دائمًا، ويُسعدني أن تكوني أول صديقة لي».
ابتسمتا وقامتا لتُغادرا فرحتين بتكوين هذه الصداقة العظيمة، وفي الحقيقة هي أول صداقة لِكلٍ واحدة منهُن.
*****
عزيزي القارئ.. جميعنا نمُرُّ بِضغوطاتٍ يومية، لا يعلمها سِوى الخالق وحده، وجميعنا نُعاني، فَكُن لطيفًا.
" لست ضعيفة " من كتاب ( نسيج متلاحم )
نشأت ميرا بين عائلة بسيطة جداً مكونة من أربع أفراد وهما، والدها ووالدتها وأخوها سامي الذي كان يبلغ من العمر أربع سنوات بينما ميرا تبلغ عشر سنوات، عاشت وتربت بين هذه العائلة البسيطة برغم ما كان يمر بها من أزمات وخيبة أمل بسبب فقر أهلها، وكانت تُعاني كثيرًا لأنها بسبب الفقر لم تستطيع أن تُكمل دراستها وأخرجوها أهلها من دراستها في سنتها الثالثة من الابتدائية لأن والدها كان يعمل ويأخذ أجر بسيط وبالأجر الذى يأخذه كان يشرب به الكثير من الخمور التي جعلتهُ بدون عقل فبسبب هذه المُخدرات لم يستطيع أن يُدخلنا المدرسة لأنه لم يكن معه ما يكفي من المال لكي يُلحقنا للمدرسة، معه فقط ما يشرب به الخمور، وأحيانًا كان يمر الليل الطويل بنا بدون أن نأكل حتى قطعة خبز واحدة، فكان أبي دائما يسهر خارج البيت ويأتي في الليل ويضربنا بدون وعي بسبب الخمور التي يشربها، استمرت حياتنا على هذا الوضع إلى أن اتممت عامي ال18 وأخي أتتم عامه ال12.
ذات يوم من الأيام طلبت من أبي أن يسمح لي بأن أذهب وابحث على عمل لكي أُساعد أمي فى مصاريف البيت لأن أخي كبُر وكُنت أتمنى أن يلتحق بالمدرسة لكي لا يحدُث به ما حدث بي، ولكن لم يلتحق وأصبح مثلي.
طلبت من أبي الذهاب وسرعان ما وافق على طلبي ولكن كيف سأذهب وابحث على عمل وأنا لم اتعلم، كل ما أجدهُ فقط القراءة والكتابة بمساعدة أُمي فكيف سيقبلون بواحدة ليست متعلمة!؟
ولكن برغم هذا لم ايأس وبدلتُ ملابسي وارتديت ثوبي الذي لم يكن لدي ثِواه، وذهبتُ إلى أماكن العمل وبدأت أسالهم إذ كانوا يُريدو فتاه بمواصفاتي لكي تعمل لديهم، ولكن كل الذين ذهبت إليهم كانوا لا يُريدون فتاة جاهلة بدون تعلم، وعلى الأقل يُريدو مؤهل تعليمي لكي تلتحق بالوظيفة، يأستُ من هذه الأخبار التي جعلت الحزن يُسيطر علي قلبي وتمنيت لو كان معي ما يكفي من المال لكى التحق بالتعليم ولا أحد يُطلق علي الفتاة الجاهلة.
ذهبتُ للبيت وكنتُ مُتعبة جداً لما مر بي من متاعب في هذا اليوم وظللت أُفكر إلى أن ذهبتُ في النوم بدون أن أشعر، واستيقظتُ في الصباح على صوت طرقات باب البيت، فنهضتُ من النوم وأبي فتح الباب وإذ بشخص كبير الحجم يظهر عليه الكُبر ، ولكنه كان يظهر عليه الغني كانت ملابسة نظيفة ومرتبة ويبدو عليه من العائلات الغنية، دخل هذا الرجل وجلس على الأريكة التي كانت مُمزقة من كثرة استخدامها في النوم لأنه لم يكن لدينا غير سرير واحد في البيت، جلس الرجل وتكلم مع أبي وطلب منه أن يتزوجني، سيطرت على وجهي الصدمة وشردتُ قليلاً في طلب هذا الرجل العجوز فكيف جاء لبيتنا ليطلب طلب سخيف مثل هذا، لا ينظر إلى نفسه ويرى عُمري كم ، أنا لم أُكمل عامي ال19 ويردُ هذا الرجل العجوز أن يتزوجني، لا لن أوافق على هذا الطلب فأنا صغيرة ولن أتزوج رجل بعمر أبي وأكبر منه، فُقتُ من شرودي واستمعتُ لباقي حديثه وكان يقول أنا متزوج امرأتين ومطلق الثالثة، ورآني في الشارع عندما كنت ابحث عن عمل وجاء ليطلبني للزواج، استغربتُ من حديث هذا الرجل العجوز، فكيف له أن يكون متزوج ثلاثة ويُريدنى أنا الرابعة، لا أنا لن اتزوج هذا الرجل وتحدثتُ بصوت عالي أنا لا أُريد أن أتزوجهُ فنظر لي هذا الرجل نظرة سُخرية وأكمل حديثه مع أبي وعرض عليه مبلغ مالي كبير مقابل أن يُزوجني له، ظهرت الدهشة علي وجه أبي من هذا المبلغ المالي الكبير، وفرح كثيراً ولم يتخيل يوماً أنه سيمسك بمثل هذا المبلغ في يده، ولم يأخذ دقيقة في التفكير وسُرعان ما وافق أبي، وافق بدون أن يأخذ رأيي، يُريد أبي المال لكي يشرب به الخمور ويسهر به خارج البيت، أخذ أبي من الرجل المال كأنه يبيع شيء ليس له قيمة في حياته، وجاء ليأخُذني الرجل وكانت تتعالى أصواتي وأصرخ وأقول لا أُريد هذا الرجل، لا أُريد أن اتزوجه ولكن لا أحد يسمعني، أخذني الرجل معه بالقوة إلى بيته وبدأ يُعاملني بقسوة كأنني الخادمة التي اشترها لكي تخدمه وتخدم زوجاته الإثنين الذين كانوا معي في البيت نفسه..
ذات ليلة من الليالي المؤلمة التي أعيش بها في هذا البيت المليء بالمشاكل استيقظت على صُراخ هذا الرجل الذى يُسمى زوجي، كان منفعلاً ويصرخ بشدة أين المال الذي كان في خِذانتي من دخل غُرفتي وسرق المال، وظل يصرخ إلى أن جائو زوجاته الأثنين وبررو أنفسهم من هذه الجريمة، ولم يبقى سواي التي لم تتحدث، ظللتُ صامته بسبب خوفي من هذا الرجل، وبدأت أُفكر وأتسأل نفسي:
كيف هذا حدث!؟ من دخل البيت!؟
لا أحد يأتي إلى البيت، وأنا لم أذهب إلي غُرفته ولم أسرق شيء فكيف ضاع المال من خِزانته!؟
وبينما أنا خائفة منه وصامته وجدته ينظر إلي وكانت تخرج من عيناه شرارة كالنار، كأنه يُريد أن يقتلني، لم يُعطني الفرصة لكي اتحدث معه، وسرعان ما ذهب إلى غُرفتي وبدأ يُفتش بها إلى أن وجد المال في الغرفة، أصبحتُ في حالة من الصدمة عندما وجد المال في غُرفتي، وكانوا زوجاته الإثنين يضحكان ضحكة سُخرية ويتغامزان، اتجه نحوى وبدأ يُلقنني ضربًا بدون أن يسمعني، كنت أصرُخ واقول له لستُ أنا، أنا لم أسرق شيء، لا أعرفُ كيف أتى المال إلى غُرفتي، وهو لم يسمعني ولم يرحمني أبداً وأخذ يضرُبني إلى أن فقدتُ الوعي حوالي ساعة تقريباً، فُقتُ علي صوت زوجاته الإثنين يتحدثان بهمس ويقولو.
الزوجة الأولى: فرحتُ كثيراً عندما ضرب زوجي ميرا ضربًا قويًا.
الزوجة الثانية: وأنا حقاً سُعدتُ كثيراً لأنهُ لم يكتشف خُطتنا التي نصبناها لها وأننا من وضعنا المال في غُرفتها.
سمعتُ هذا الكلام وصُدمت من حديثهم، لماذا يفعلوا بي هكذا، لماذا الجميع يتمنوا لي الشر، أنا لم أفعل لهم شيء لكي يفعلوا بي هكذا.
أغمضتُ عيني مرة أُخرى كأنني لم استيقظ من النوم ولم أسمع حديثهم.
جاء المساء وأنا لم أخرج من غُرفتي ولا أستطيع أن اتحرك بسبب الضرب الذي فتك بجسدي، جائو الزوجتين إلى غُرفتى وبداو يصرخوا بي بأن أخرج من الغرفة وأُنظف البيت كله، لم أستطيع أن أتكلم معهم كلمة واحدة، فليس بيدي إلا أن أذهب وأنظف البيت لأنهم يعاملوني كالخادمة.
باعني أبي لهذا الرجل لكي يأخذ المال الذي قضى عليه وجعله يموت من كثرة الخمور التي كان يشربها، بقيو أُمي وأخي فقط ولا يوجد أحد يصرف عليهم أو يساعدهم بينما زوجي كان لا يسمح لي أن اساعدهم، كنتُ حزينة جداً على ما يحدث لهم وأنا ليس بيدي حيلة.
مرت الليالي والسنين ومرض زوجي وكان لا يستطيع أن يتحرك من فِراشه بسبب مرضه، مرض كثيراً إلى أن تُوفي ذات يوم، حزنوا عليه قليلاً ولكن أنا لم أحزن، ها قد جاء اليوم الذي سأتحرر فيه من هذا السجن اللعين.
مرت ثلاث أيام على وفاته، وفي صباح اليوم الرابع طرقت زوجته الأولى الباب وكانت تصرخ بي وتقول أذهبي وأحضري لي كوبًا من القهوة، نظرتُ إليها قليلاً وقلتُ لها أذهبي وأحضريه بنفسك أنا لن أخدمكم مرة أُخرى وحُررت منكم، بدأت تصرخ بي إلى أن جائت الزوجة الثانية وحالفتها وبدأوا يصرخوا بي والقنوني ضرباً وذهبوا إلى غُرفتهم، أنا لم أستطيع أن أفعل لهم شيء، ولكن سرعان ما بدلتُ ثيابي وذهبتُ إلى المُحامي لكي يأتي لي بميراثي من هاتين الشريرتين، فأنا مثلهم ويحق لي أن أرثُ زوجي الذى تُوفي ، فلن أعيش للذل والإهانة مرة أُخرى، ذهب المحامي لهم في البيت وتحدث معهم قائلًا أنني طالبت بِميراثي من أملاك زوجي وسوف يقسم الميراث علينا، غضبو الزوجتين لأنهم لا يُريدوا أن أرث معهم في الميراث، وبدأت المشاكل، ولكن أستطاع المُحامي أن يُعطيني حقي بالميراث، وسرعان ما بعتُ جميع أملاكي التي ورثتُها وأخذتُ أُمي وأخي وذهبنا لبلدة بعيدة منهم واشتريتُ بيت واستقلينا بالبلدة ،وذات يوم ذهبتُ إلى إحدى المدارس لكي التحق أنا وأخي بها ونُكمل تعليمنا لأن رغبتي الوحيدة هي أن اتعلم وألحق أخي بالمدرسة لكي يتعلم، وأكملنا التعليم وسرعان ما مرت السنين بنا والتحقتُ بكلية الطب، وكان أخي يدرس في الثانوية، ذهبتُ الكلية وكنت كبيرة ولكنني حققت حلمي، حققت غايتي وأكملت تعليمي أنا وأخي بعد كل هذه السنين ولم أيأس، أصبحتُ الطبيبة ميرا، أكبر وانجح طبيبة في بلدتي، أصبح الناس يتوافدوا لي من كل مكان لعلاجهم، وأخي اكمل الثانوية والتحق أيضاً بكلية الطب.
كم هذه الحياة عجيبة لما تفعلهُ بنا من متاعب وصراعات تفتكُ بنا ولكن من يستطيع أن يتحمل ويُكمل مسيرته ينتصر في الأخير.
لم أتوقع يوماً أنني سأُكمل تعليمي وأصبح طبيبة ولكن برغم ما مر بحياتي من فقر وصعوبات ومشاكل لم أيأس أبداً وظللت متمسكة بحلمي لأنني ايقنتُ أن الله لن يترُكني وحدي ولن يخذُلني أبداً.
" الفقر " من كتاب ( نسيج متلاحم )
نظرت الى السماء باكيه وتتمنى تلك الأمنية مرارًا وتكرارًا ثم تنظر الى والدتها التى كانت مريضه بالقلب ونظرًا لظروفهم المادية الصعبة والدتها تتمزق من التعب ليلاً ونهارًا ولا يستطيعون معالجتها العلاج الكافي، ذهبت منى الى العمل بعد ان احضرت الفطار لوالديها وكان قد يشغلها بدايه الثانوية العامة التى كافحت كل السنوات الماضية من أجل تلك السنه ويشغل تفكرها حلمها الذي إما ان يتحقق إما ان ينتهى وكأنه لم يكن وبدأت رحله الثانوية العامة ومنى تعلم انها رحله مليئة بالصعاب منى بصوت خافت: انا ازاي هقدر اوصل وأنا مش هقدر أحضر دروس فى كل المواد، ازاي حقق حلم كبير زي دا بظروفنا المادية دي ازاي؟ ونظرت الى والدتها نظرت ضعف، انا لازم اوصل عشان امي وعشان اقدر اعالج كل الناس الفقيرة الى زينا ومش قادره تجيب علاج مش قادره تتعالج بسبب الفقر هوصل وهكون اكبر دكتوره قلب للفقراء لازم اوصل وجرت مني لحضن امها ودموعها كالبحر وحدثتها والدتها قائله: هتوصلي يا مني وهتقدري تعالجي كل الناس الفقيرة الى زينا انتِ قدها بس عايزاكي توعديني بوعد عايزاكي توعديني انك هتكملي فى حلمك مهما حصل هتكملي بكل طاقتك، مني: بوعدك يا امي هكمل وهتحدي اي ظروف هكمل عشان اقدر اشوفك قدام عيني واقفه عشان اشوفك وانتي مش بتتبعي وذهبت مني الى زميلتها اسراء لتأخذ منها بعض اوراق الفزياء ورجعت البيت لتكمل دراستها، حمل البيت مع تعب المذاكرة مع تعب والدتها بدأت تحس إنها في صراع وبدأت ايام الثانوية العامة تعدي عدا اول ثلاث أشهر في الثانويه وكأنهم ميت سنه بتعافر كل ساعه مش كل يوم، في صباح يوم ما صحيت على صريخ والدتها اخذتها الي دكتور اخبرها الدكتور بأن لابد من متابعتها بعلاج فتره لان وضعها سئ والحالة بدأت تبقى صعبه مني فقدت الامل مني: معنديش حل غير اني ارجع الشغل تاني الى سبته عشان الثانويه ، شغل مع مذاكرة مع حمل البيت انا خلاص فقدت الامل اني اوصل ورجعت الشغل من تاني وبدأت تعالج والدتها مش قادره تحمل على والدها كفاية الى هو فيه بشتغل فى النهار وطول اليل بتسهر للمذاكرة وايام بتفوت ورا ايام وكل يوم اصعب من التاني كل ما بتفقد الامل بترجع تنظر الي والدتتاها بكمل طريقي عشانها روحت اجيب الورق من اسراء كالعاه، اسراء: مني انا معنديش وقت اني اديكي الملازم خلاص الامتحانات قربت ومحدش فاضل منه حاجه يديها للتاني وبعدين هو انتي مفكره انك هتوصلي لي حاجه بمجهودك دا هو انتي عندك وقت اصلا ولا بتاخدي دروس بطلي تفكير فى حاجه انتي ولا اهلك قدها، منى قد يعجز لسانها عن التحدث وانصرفت بهدوء تام وبينما هي في طريقها للبيت كانت تكاد تنفجر من البكاء وكأن شلال ماء ينهمر من عيناها وقابلتها زميلتها منه بالصدفة واخبرتها منى ما حدث بينها هي واسراء ولكن اخبرتها منه انها ستساعدها بكل اوراق وملازم تحتاجها وستقف بجانبها حتى تنتهي رحله الثانويه وبعد ان قد كانت ستفقد الامل تجدد الامل في ذهنها من جديد ولم يتبقي على الامتحانات غير شهر والمفرح ان والدتها اصبحت لا تحتاج الى متابعه مع دكتور فقد تحسن وضعها بتمر الايام واليوم كأنه شهر ومنى بدأت تضغط بكل طاقتها وتبذل كل جهدها من اجل اللحظة ترسمها في خيالها منذ االطفولة،فقد اوشكت رحله الثانويه على الانتهاء، وحان وقت امتحانات الثانويه العامة، في صباح اول امتحان استيقظت منى الفجر وبدأت المراجعة وانهت كل شئ وخرجت من الغرفه لكي تذهب لتحقيق اول خطوه في حلمها، حضنت والدتها وودعتها، وذهبت ولكنها فى منتصف الطريق قد تشعر ان تريد ان تحضنها للمره الثانية تشتاق لها، رجعت مني من الطريق ودقت الباب وألقت نفسها في حضن والدتها وبدأت تبكي قائله لها: خلاص يا امي هانت هحقق حلمي علشانك انتي خلاص هعالجك وهعالج كل الى زينا وحضنتها وذهبت الى الامتحان، وانهت اول ماده وتكاد مني تطير من الفرحة وتريد ان تذهب الي البيت في اسرع وقت لكى تفرح والدتها بأنها قد انهت اول ماده وقفلت، وبينها هي فى طريقها للبيت تحدث نفسها: امي واحشتني واحشتني اوي هروح اترمي في حضنها طول اليوم، وصلت الى البيت وهنا كانت الصدمه رأت خالتها وكل من فى البيت يرتدون لون اسود وتسمع صويت، لا تدري ماذا حدث، منى: خالتي هو فيه ايه انتو بتصوتو ليه فين امي فين يا خالتي عايزه افرحها عايزه اقولها اني قفلت اول ماده عايزه اقولها اني خلاص حقق حلمي وهعرف اعالجها مش هتتعب تاني خالتي رودي، امك ماتت، انت بتقولي ايه وبدأت تصرخ بصوت مرتفع، يعني ايه يا امي يعني خلاص سبتيني يعني خلاص مش هعرف احضنك تاني، مش هقدر اسمع صوتك تاني دانا بتعب كل دا عشانك انت فالاخر تسبيني ملعون الفقر الى خلاني منقدرش نعالجك ملعون الفقر الى يخليني مسمعش صوتك تاني ولا المسك تاني ذهب منى الي غرفتها بعد جنازه والداتها وكأن قد فارقتها قطعه من جسدها واعلنت استسلامها ولكن دخل اليها والدها وكأنه قد اتكسر، قومي يا منى اعملي الحاجه الى والدتك كانت بتحببها حققلها حلمها الى كانت نفسها تشوفك محققاه، مني:حلم ايه الى حققه الى كنت بتعب عشان احقق الحلم عشانها ماتت،ماتت خلاص،وبعدها دخلت اليها منه وبدأت ان تحدثها وتذكرت وعد والدتها لها حين وعدتها انها ستكمل الطريق وستحقق الحلم مهما حدث وقررت تكمل عشان الوعد وعشان تقدر تساعد الناس الفقيره بقى كل هدفها متشوقش حد بيتحرم من حد غالي عليه لمجرد انه فقير بالفعل كملت وعد امها وعدت ايام الإمتحانات وظهرت النتيجة وحصلت منى علي 99%وقدرت توصل كل الظروف الى هي فيها عدت الايام والسنين وفتحت اكبر مستشفي للفقراء بإسم والدتها وبدأت تنزل كل القريات الفقيره وتعالج كل الناس الى هناك وبدأت تنقذ حالات كتير فى كل حاله كانت بتنقذها كانت بتفتكر امها.
"عافر واتعب هتوصل سيب لنفسك بصمه".

تحميل وقراءة كتاب نسيج متلاحم كامل PDF .

تذكر أنك قرأت هذا على موقع 
قصص موقع أسرد 
author-img
Asrud-publishing

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent