" ما تبقى مني "
تصميم: أسماء ياسرتأليف/ ديانا حجاج
تصميم: أسماء ياسر
نبذة عن المؤلفة.
الاسم: ديانا حجاج أبوبكر.
العمر: 20 سنة.
الدولة والمدينة: جمهورية مصر العربية محافظة الفيوم.
الأعمال السابقة: من ضمن الأعمال كتاب " حواديت العالم الآخر" مُجمع مع مجموعة مؤلفين.
المؤهل الدراسي: أولى شريعة إسلامية، جامعة الازهر.
الهوايات: تحب الكتابة و الفن والكرة عمومًا و تحب أن أتناقش في قضايا مهمة نعيشها، تتمنى بعد فترة من الزمن أن تكون أديبة ناجحة و متفوقة في مجالها سواء في دراستها أو هواياتها وبعض من الحكاوي خاصتها تكون تتمثل أمامها على المسرح وهي واثقة في قلمها أنه سيكون في يومٍ ما ذا شأنٍ مرتفع.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
ملخص القصة.
ما بين المُغامرة والإثارة؛ فتاة عشرينية تجد نفسها ب أحد عصابات المافيا تتحول من رياضية ماهرة بالسباحة لـ قاتلة تود الإنتقام فقط، هُنا يكمُن قلبك لأن القلوب على أشكالها تكُن.
قراءة قصة " ما تبقى مني " بقلم ديانا حجاج
في بداية الأمر كان شبيهاً بـمُغامره في أحد أركان المنزل حيث كان يوجد صدر لصوتٍ ما
=مرحباً؟ هل من أحد هُنا !
أُدعى ليل يُناديني أبي بـ" ظلام الليل" ليُخبرني دائما أنني أُشبه الليل في هدوئه لأنه ملجأ لِكُل القلوب ..
ظللت أسير في المنزل أتتبع صدى صوتٍ آتِ عن بُعد لحين أن ارتطمت قدماي بالطاوله فصدر منيّ صوتٍ مُرتفع من الألم اختبأت سريعاً عندما وجدت الصوت يقترب إلي .
ما رأته عيناي لم آراه من قبل، أبي يخرج من غُرفه أخبرني أنها للخَدم وبرفقته رِجال يحملون أسلحه وينظرون في أرجاء المكان من حولي !
إنهم يبحثون عني كُنت أحاول الصمود ،أن اتمالك ما تبقى بي من أعصاب تحتمل ما أراه ..
تتابعت خطوات قدمهم من بعيداً حتى دخولهم الغرفة ومن ثم ذلك إتجهت نحو الباب لأكون بالخارج حيث يوجد خلف المنزل نافذة طويلة تطُل على هذه الغُرفه إنها مُغامره مُخيفه أخشى مما سوف أسمعه أو آراه
لم يستوعب قلبي ماذا أفعل ولكن عقلي كان يُثيره الفضول ،أُسير خطوة وأبتعد أميال ،إنه أبي !!
كانت الساعة تدق الثانية بعد مُنتصف الليل أعيش بهذا المنزل مع والدي منذ زمن بعيد بعد أن توفت والدتي لم أكن أعلم أن والدي الذي يأتي معي تدريب السِباحه الخاص بي وعيناه تخبرني أن أُكمل ما بدأته يكون ذلك الشخص الذي يحمل سلاح وخلفه رِجال مُسلحين.
بدأت أقترب من النافذة لم استطيع السماع عن بُعد إضطررت لأن آتِ بِسُلم صعدت عليه درجات محدودة وأنا أخفق صوت قدمي وانظر حولي خوفاً من رؤيه أحدهم لي
استمعت لأبي وهو يتحدث قائلاً :
_ بعد أسبوعين من اليوم سوف يتم تسليم شُحنه جديدة من المُخدرات "الماريجوانا"
في ميناء إسكندرية أريد أن يكون كل شئ علي ما يرام لا أريد أخطاءً
إذهبوا الآن وانتظر أنت يا عُمر
•ماذا !؟
_ لابد من تواجدي الآن في سويسرا لكي أتلقى الشُحنه وأُشرف عليها قبل دخولها الميناء أنت مُهمتك "ليل"
الخوف يتمكن مني لقد تلقيت تهديداً بشأنها إن لم أدفع مليار دولار لعصابه " ماستر ڤي"
•هل يُمكن لي بسؤال؟
_ هو لك
•لِما لا تدفع لهم الأموال علي الرُغم من ثروتك البهيظه !؟
رأيته يضحك بسُخريه لي وهو يتحدث قائلا :
_ إنك مُندفع قليلاً ، سوف أرد علي سؤالك بسؤال آخر مثلما تفعل النساء حين تسألها عن شيء
نفترض أنه لديك كبش فداء وتريد أن تُضحي به في عيد الاضحى وجاء شخصاً آخر لديه منه الكثير والكثير وطلب منك أن يأخذ الكبش الخاص بك ماذا ستفعل !؟
•لن أعطيه إياه
_لِما ؟
لأنه يملك منه الكثير وليس لدي سوي كبشٍ واحد
_هذا هو الحل، اعقلها أولا ثم تحدث بعد ذلك
الشئ الأهم في كل هذا الهراء هو إبنتي "ليل " إنها من مسؤولياتك وأنت المسؤول أمامي لو حدث لها مكروه لن يكفيني حياتك ،انصرف الآن
خرجت بعيدا لأُشعل سيجارة وعندما اتجهت نحو الباب رأيت ظلٍ لأحدهم نظرت حولي لم أري شئ ذهبت وأنا أفكر كيف سأحميها في الأيام القادمة
وصلت إلى منزلي و استلقيت على الأريكة أحلق في سقف الغرفة، أُمسكُ بالعضو اليساري أسفل صدري؛إنه يؤلمني كثيرا ماذا بي ..!
أغمضت عيناي وجدت كل ذكرى بيني وبين حبيبتي السابقة التي تُشبه إبنته
هو لا يعلم أنها هي التي قُتلت منذ عام ونصف في حادث تفجيري بإحدى البنوك وكان له يد في هذا
أخبرتها ألا تذهب في هذا اليوم و نسير سوياً ولكنها كانت عنيده لا تسمع سوى إلي عِنادها معي
لا يعلم أنني أتغاضى عن النظر لإبنته في كل وقت لكي لا يأخذني الإنتقام أن أقتل نفساً بريئة لا ذنب لها سوى أنها ابنة زعيم أحد العصابات الكُبري في الشرق الأوسط
ما الذي دفع بي للعمل معه؟
تباً للفقر والجوع والإحتياج ،لكل الأشياء التي كانت تضع غمامًا على أعيُني
تباً للأموال التي من دونها جميع الأمور يصبح تحقيقها صعب أو تكاد أن تكون مستحيلة
كانت جميع أمنياتي بسيطه ولكنها تحققت بعد فوات الأوان وبعد أن أصبحت وحيداً ليس لدي من أخبره أنني لستُ بخير !
كانت احلامي ان اجد منزلاً صغيراً يحتوي ضعف نفسي و زوجه تأخذني داخل عِناقها بعد يومٍ شاق في العمل لتُخبرني أن كل شئ سيكون بخير عما قريب
لم أشعر بجسدي سوي في صباح اليوم الثاني استيقظت على رنين هاتفي
_ما كل هذا النوم؟
أنا ذاهب بعد ساعتين من الآن إلى الباخرة ستكون رحلتي بحرية ويجب عليك الآن إستلام مُهمتك وتذكر أن حياتك مُقابل سلامة ابنتي الوحيدة
•أغلقت الهاتف وظللت مُستلقي على الأريكة أفكر ماذا سأفعل فيما كُلفت به"
___
_صباح الخير يا ليلي ومسكني
=صباح النور يا أبي ما هذه الحقائب أين سنذهب !؟
_أنتِ تعلمين أن هذه الأيام يوجد بها ضغوطات كثيرة عليّ وسوف أسافر بعد ساعتين من الآن لكي أراقب حركة التجارة الخارجية واتفق على بضائع أخرى ولكن قد يستغرق هذا بضع الوقت
= حسناً من الممكن أن نلتقي الرحلة معاً لأن بطوله السباحه قد تأخرت قليلاً بسبب عده مشكلات
_ لا لن تأتي معي هذه المرة لا أريد أن تتركِ ما وراءك من بطولات و دراسة لا تنسي أنكِ في الأخير إنه عام التخرج، أعِدُك إن أصبحتِ الأولي سأحقق لكِ أكبر أحلامك ، لن أغيب عنكِ وداعاً .
كان أبي يقف أمامي وأنا أعلم أنه كاذب!
إقترب مني أبي لـيُقبل جبيني
لم يكن الأمر عادياً بالنسبة لي إنه ليس أبي قط بل هو يشغل كل ما بحياتي توفيت والدتي منذ عدة سنوات ثم انتقلنا لهذا المنزل نعيش سويا نمارس الرياضة ونركض ونتعلم اللغات بعضنا البعض وهو بجانبي
ليس سهلاً علي إبنه مثلي أن ترى قدوتها وعالمها كاذب ليس هذا فقط بل وهو من يقتل آلاف الشباب والشابات تحت تأثير المُخدر
أخرجت هاتفي للتحدث مع يحيى
-كيف حالك يا صغيرتي ؟ حادثتك البارحة كثيراً ولم تُجيبي
=عُذرا لقد نمت في سُبات عميق ولكن هل لي بكوب قهوة معك وأخبرك كم أن عيناك أوقعتني بك!؟
-كوب قهوه فقط؟ هو لكِ متى أراكِ
=الآن
-أين؟
=في المقهى الذي رأيتك به أول لقاء
-حسناً هيا بنا ..
__
خرجت بالسيارة الخاصة بي دون السائق اتجهت نحو المقهى تذكرت في كل مرة أشعر بالاشتياق له وهو في أحد المهام أذهب لِهذا المكان وأجلس على طاولتنا المُفضله أترُك كُرسيه أمامي مثلما يكُن معي ويجلس أمامي أتذكره دائما وأبدا
لقد مر عامان منذ أن بدأت علاقتي به أخبرته أنني أخشى فُقدانه لأنه من ضُباط الشرطي وعندما أعلم أنه في مُهمه أرفع يداي للسماء وأخبر الله أن يحفظه لي
لم ينكسر خاطري ولو لمرة واحدة ، في كل مرة دعوت الله بصدق أُجيبت دعواتي
وصلت إلى المكان ونظرت له رأيته يجلس داخل المقهى وعيناه تبحث عني
=عيناك تُشبه نجمتين تجوب أفلاكي
-إشتقت إليكِ
=وأنا أيضاً أُحبك
جلسنا نتحدث سوياً في أمور عِده ولكن الحيره تتملك مني أُخبره ما سمعته وأن أبي الذي أتحدث عنه دائماً بِكُل حُب يكُن رئيس إحدى أكبر العصابات التي تقتل الآلاف أو التي يبحث عنهم يحيى..
-ليل؟ ما الذي يدور في ذهنك الآن
=أنا بخير ولكن أريد أن أخبرك مرة أخري أنني لا أود خسارتك؛ انتظرك دائما في كل وقتٍ وحين أن تعود لي بعد كُل مُهمه جديده أدعو الله أن يحفظك في جميع الأوقات إنه آخر عام لي بالجامعة وبعدها تتم خِطبتنا ونعيش سوياً في منزل دافئ وتأتي إلي بعد يوم عمل شاق لأضم روحك داخل عناقي وأخبرك أن كُل شئ سيكون علي ما يرام لأنني هُنا بجانبك
-طمئني قلبك الصغير أنه لن يُصيبني مكروه مادُمتِ تتذكريني في دُعائك
=من أين جئت لي!
- من الممكن أنكِ وقعتي بطريقي لأن القلوب علي أشكالها تكُن؟
=أو أن قلبك يستطيع أن يسُاع حُزني
-إنكِ الوطن يا من ملكتِ الفؤاد ،مُنذ زمن سمعت أحدهم قال إن الغُربه في الغربة حلال ولكن الغربة في الوطن حرام، انتِ وطني الدافئ، لا تخافي عليّ لأنني مازلت في حفظ الرحمن
= أضمك في ودائع الرحمن وفي دُعائي أيضاً حفظك الله من كل مكروه
-يجب علي الذهاب الآن سوف نلتقي مرة أخرى لا تنسيني بدعائك في كل وقت لأن ورائي مهام كثيرة لو استطعت أن اجتازها بنجاح سيُعلق لي نسراً جديد وآتِ لوالدك مرفوع الرأس وفخور بي
=حسنًا،أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعهُ
إقترب من يدي لـُِقبلها وذهب ..
لم أكن أعلم ماذا سيحدث بعد ذلك وأن القادم خراب قط..
مضت أيام عديده ولم يُحدثني كان القلق ينتاب قلبي قليلاً والخوف يتملك مني شيئاً فـ شئ!
كان أبي قد عين ليّ حارس شخصي قبل أن يسافر ولم يخبرني كان يلازمني في كل وقت آراه من خلفي يتتبع خطواتي وأماكن تواجدي لم أهتم..
استيقظت في صباح يوماً ما وجدت رسالة على هاتفي من رقم مجهول وكان نص الرسالة يقول " هل تُريدين معرفة أين هو يحيى؟ إذهبي الآن إلى باب المنزل هناك ظرف ما لكِ "
بدأ القلق يتمكن عقلي مرة أخرى ذهبت مُسرعه للأسفل وجدت ظرف قُمت بفتحه يوجد به إسطوانه صعدت إلى أعلى وقمت بفتح اللاب توب الخاص بي أدخلت الأسطوانة وبدأت أُشاهد ما بها ولكن ما رأيته كان يصعُب على قلبي أن يتحمله !!
إنه أصعب ما رأته عيناي علي مدار إثنين وعشرين عاماً
أبي يقتل الرجل الوحيد الذي أعطته قلبي
ليتني كُنت أعلم أن هذه هي المهمة التي يذهب إليها كُنت سأخبره بكل شيء
كانت الصدمة تزداد قوة على عقلي لم استوعب ما الذي أراه!
رِچال شرطة يضربون النار على أحد عصابات المافيا ويقوم أبي بكل وحشيه بقتل الرجل الذي أحببته
لم تكن أفكاري تترتب ولا أعلم ما سأفعل ولكني لا استطيع البكاء !
وجدت بالظرف جواباً بخط اليد أنه خط يحيى ..
بدأت بفتح الجواب وأنا أقرأ كلماته بصوتٍ مُرتفع يرتجف من الخوف وكان يقول :
يا من ملكتِ الفؤاد أنا أعلم أنه ليس لكِ علاقة بوالدك مضى عام بأكمله وأنا أبحث عنه وفي آخر موعد بيننا علمت أنه والدك لم أستطع مواجهتهك،سوف أسافر حيث يكون وهذه المره لا أعلم دُعائك سيكون معي أم مع والدك
هذه الرحله سوف يرجع منها شخصاً واحد إما أنا أو أباكِ
لو لم أعد إليكِ وهذا الخطاب وقع بين يديكِ تذكري دائماً أنني كُنت في حفظ الرحمن وهذا هو عُمري وأني ذهبت لإقابله بشرف لا تبكي لأني لا أحب أن أرى الدمع في عينيكِ "
أغمضت عيناي وأنا أحاول استيعاب ما يحدث حولي
أغلقت اللاب توب وأحضرت ورقة وقلم وقررت أن أُعلن الحرب على كل ظالم أدى إلي وفاة ولو شخصًا واحد
تعلمت البرمجة مُنذ مدة وكيفية الاختراق فتحت اللاب توب مرة أخرى فقررت أن أتجسس على والدي و اعرف ما يفعله..
ذهبت لغرفته وجدت اللاب توب الخاص به وكما توقعت أنه يوجد به رمز كنت أعلم أن أبي يُحب تاريخ ميلادي قمت بإدخاله ونجحت!
دخلت من متصفح خفي وقررت نسخ كل شيء على جهازي الخاص واغلقهُ وكأن شيئا لم يكن
ذهبت إلي غرفتي بعد عِده ساعات وبدأت أن أرى ماذا يفعل أبي وجدت ملفات كثيره عن كل شُحنه مخدر دخلت إلى هذه البلد وأسماء من أخذ منهم واماكنهم خارج مصر جميعهم في بلاد لا تُسلم الهاربين
قررت أن اكسر حواجز الخوف داخلي وأن أفتح الابواب لِعصابه "ماستر ڤي" أن تعلم مكان تواجدي والعثور عليّ
كان أبي يحتفظ بكل شيء مما يفعله لا يترك شيئا لا يوثقه ويكتُب الأماكن والوقت والتاريخ هذا جعل الأمر سهل قليلا بالنسبة لي
أمسكتُ بالقلادة التي حول عنقي إنها أول ما أهداني به يحيى واقسمت ان آتِ له بحقه ولو من جوف الأسد
أغمضت عيني ونمت في سبات من كِثره ألم فؤادي وما أشعر به
إستيقظت في صباح اليوم الآخر أخذت قهوتي وذهبت بالخارج كنت أعلم المكان الذي يتواجد فيه رئيس عصابة "ماستر ڤي" جلست هناك لم أعرف شكله لكن قررت أن أتحدث بصوت مُرتفع لكي يلفت انتباهه لي
وبالفعل حدث ما توقعت عندما جاء الجرسون بالقهوة وسكبتُها عمداً وأنا أرفع صوتي وأقول " انت لا تعلم من أنا؟ إنني إبنه أكبر رجل اعمال في الشرق الأوسط صاحب شركات "ليل للإستيراد والتصدير"
إعتذر لي عما حدث وجاء بكوب آخر لم أهتم لذلك مثل إهتمامي بالرجل الذي كان يجلس على يميني نظرت له فأذهب نظره عني وبدأ التحدث في الهاتف تركت نقوداً على الطاولة وذهبت خلف المكان وتتابعت خطواته ورأيته يخرج ليبحث عني
سيرت من الخلف و أوقفت تاكسي وذهبت للمنزل انتظرت حلول الليل وأنا أستعد للذهاب بالخارج للمكان الذي يسهر به هو ورجال الأعمال مثلما كان موثقًا على اللاب توب، كان بعيداً عني كثيراً
إرتدت فُستان باللون الأزرق وضعت مساحيق التجميل وركبت سيارة من سياراتي وخرجت في العاشرة مساءٍ وصلت إلى هذا المكان في الثانية عشر ونصف لا أعلم كيف سأكون بالداخل ولكن لن أتنازل عن هذا اليوم
تركت السياره بعيداً ولحسن وسوء الحظ أن رأيت زعيم "ماستر ڤي" أمامي أو أنه الذي كان بالمقهى في الصباح
إقترب مني ليقول: هيا بنا؟
=هيا ..
دخلت إلى هذا المكان وجدته يقترب منى قليلاً ويضع يديه على خصري ويقوم بالرقص معي بادلته الرقصه وهو يتحدث ويقول :
°انتِ لا تعلمي كم كلفني الأمر لكي أعثر عليكِ والآن بين يداي دون مجهود مني
= بل أعلم جيداً
°كيف جئتِ إلى هذا المكان؟
= لدي طُرقي الخاصة
°يبدو أنها ستكون مُغامره شيقة مع والدك
=لا أريده أن يعرف شيئاً
وجدته ينظر لي ويضحك بِسُخريه وأستغراب وهو يقول :
°أتريدين أن تخبريني أن والدك لا يعلم بوجودك الآن ؟
=لا ولن يعرف ما دُمت تستمع لي ،تريد أموال؟
°بالطبع
=إذن مُتفقين
°كيف؟
= أنت تريد المال وأنا أريد أن أكون داخل عصابتك إذن مُتفقين؛دون علم والدي لأنه لو علم شيئا لن يكفيني حياتك
°من شابه آباه فما ظلم،ماذا تريدي أن تفعلي؟
=غدا سأخبرك بكل شئ
°تبدين جميلة جداً اليوم
=أخرج هاتفك
أعطاني هاتفه كتبت له الرقم الذي سنتحدث عليه
=يجب عليّ الذهاب الآن
°أريد أن أراكِ مُجددا
=لا أريد أن آتِ هذا المكان مرة أخرى
°دعينا نترك الأمر للقدر؟
=حسناً..
خرجت من المكان وذهبت للمنزل سريعاً كان الفجر قد أقام الصلاة بدلت ملابسي و اغتنم ماء الوضوء يدي و وجهي خرجت لأصلي كانت أول المرات التي أسجد فيها أذان الفجر وتكون دعواتي بالرحمه ل يحيى بدلاً من أن يرزقني الله إياه عاجلًا
شعور ما يؤلمني كثيراً إنها أولى الليالي في البُعد عنه لا أعرف كيف أخبره أنني ذهبت هذا المكان أو أن رجلاً آخر تحدث معي وأخبرني أنني جميله
ظللت جالسة على سجادة الصلاة ورأسي ارتخت للخلف قليلاً لم أشعر بجسدي سوى في اليوم التالي والشمس تملأ الغُرفه وأبي يحملني من الارض للسرير
قومت بفتح عيناي شعرت بالخوف منه بعدما رأيته أمامي وجدت يده اليُمني مُصابه بدأت التحدث معه قائله :
=متى وصلت
_ منذ قليل،هيا نلتقي الإفطار سويا قبل أن أذهب للشركة
=ما هذا الجرح الذي بيدك اليُمني؟
_ ارتطمت سيارتي بسيارة أخرى لا تقلقي أنا بخير دعواتك هي من نجتني
تذكرت حديث يحيى وهو يخبرني أن دعواتي ستصيب شخصًا واحداً منهم وقد كان أبي..
= انتظرني أسفل على السُفره و سوف آتِ
ارتديت ملابس تُشبه الكاچول قليلاً أمسكت بالهاتف الثاني وحدثت رئيس عصابة "ماستر ڤي" أخبرته أن يتواجد في مقهى بإحدى الأماكن في المهندسين وأغلقت المكالمة قبل أن استمع للرد ولكني أعرف أنه يريد الاجابه على جميع أسئلته
أخذت حقيبتي وخرجت وتتابع أبي خطوات نزولي من السُلم وأنا أتجه نحو الباب
_ أين انتِ ذاهبة؟ ألم نلتقي الفطور سوياً
=عذراً لدي موعد هام الآن لن أتأخر وداعاً
_ماذا حدث ل عمر !؟
=انت لم تخبرني أنك ستتركني تحت حراستك الخاصة كان يلاحقني بجميع الأماكن، انزعجت من هذا !
أغلقت الباب وذهبت دون أن أنتظر الرد على حديثي، وصلت المقهى وجدته في آخره سيرت بضع خطوات وجلست أمامه وبدأت التحدث :
= والدي كان بالخارج منذ أيام وجاء اليوم كان يتلقى شُحنه هامة من "الماريجوانا" سوف تصل قريباً في ميناء إسكندرية هذه الشُحنه لي ولن أسمح أن تنتقل إلى مكان آخر
°لماذا؟
= من دون أسأله ، كم يُكلفك الأمر من الأموال!؟
°سهره أُخري معكِ
=لا،لن تقدر على هذا
°امم سأتركك لعقلك تُفكرين لا أريد أموال كُل ما أريده هو انتِ
=أفكر في الأمر بعد أن أضع يدي علي الشُحنه؛ إلى اللقاء الآن
°إنتظري ،متي تصل الشُحنه؟
=بعد يومان
°هل لي بكوب قهوه معكِ
=زعيم مافيا يحتسي كوباً من القهوة أم أنك تُريد الحديث عن نفسك معي لوقتٍ أطول، تباً
° يُعجبني ذكائك مثلما أخبرتُك من قبل من شابه أباه فما ظلم
= ما ثمن الشُحنه التي تصل للميناء؟
° عشرة ملايين دولار
"أخرجت دفتر الشيكات وكتب له المبلغ
°ماهذا؟
=ثمن الشُحنه التي أريد تفجيرها ..
°لن أقبل هذا المال ولكن بشرطاً واحد أن أتزوجكِ
نظرت له وتذكرت حديث يحيى في آخر لقاء بيننا وهو يخبرني أنه يريد منزل دافئ لنا نعيش به
°بم تفكرين!
=أترك كل شيء للقدر
تركته وخرجت من المقهى سرت على قدمي قليلاً تجولت بالشوارع والأماكن بمفردي دون أحد
ذهبت للمنزل دون تفكير حاولت النوم وفي اليوم الثاني لم أخرج من المنزل جاء والدي ليتحدث معي
_ أرى أن هناك شيئا جعل ظلام ليلي حزين
=ما يؤلم الفؤاد يا أبي أنه لا يستطيع التحدث
_انا بجانبك حين تشائين للحديث أخبريني نستمع لجميع الأشياء ونجد لها حلولاً
تحركت رأسي بالموافقة واقترب مني وقبّل رأسي وذهب
لا أعلم ماذا يحدث غدا لكني لن أهدأ ابدا ولن أقبل بوفاه يحيى أن تمر بالسهوله هذه علي الجميع
ظلت الساعات تمر ساعة تلو الأخرى دقت الثانيه ظهرا ورن هاتفي إنه هو..
°أين انتِ؟
=في المنزل
°أتركي ما تفعلينه و إذهبي الآن إلى المحطة التي قبل ميناء إسكندرية توجد سياره باللون الأسود إجلسي داخلها، سوف أنتظرك
أغلقت المكالمه وسُرعان ما بدلت ملابسي وذهبت، هو لا يعلم أنني تعلمت طلق الرصاص مع أبي منذ اعوام نحن كُنا نفعل كل شئ سوياً ..
ذهبت في المكان وركبت السيارة كان بداخلها بدأ السير نحو الميناء نزل وهو يأخذ يدي في يده ودخلنا غرفه يحتلها الظلام ورأيت أبي من نافذة الغرفة في مكان آخر يُسلم المال لصاحب الشُحنه والرجال تنقل البضائع للسيارات الخاصه بالشركه التي يمتلكها أبي!
نظر لي زعيم العصابه وأمسك بيدي ونحن نسير للخلف وفي طريقنا للوصول إلي السياره ضغطت بيدي على مُفتاح القنبلة التي أعطاني إياها منذ قليل لأستمع انفجار ضخم في الميناء الدخان يشتعل في أرجاء المكان رأيت ابي يركض مسرعاً و سرعان ما رآني وقفت أمامه وأنا أقترب منه وأهمس له في أذنه أن ضابط الشرطة الذي قتله في سويسرا كان هو الشخص الوحيد الذي أعطته قلبي
أخبرته أن الالم من الأقربين يؤلمنا مرتين،مره لأنهم أقرب لنا مِنا؛ومرة أخرى لأنهم لو عادوا يغفر القلب لهم ويسامحهم ونقوم بإيذاء أنفُسنا مرة أخرى ..
كان يريد التحدث إقتربت منه أكثر وعانقته وأنا أهمس له في أذنه مره أخري أنني لم أحب أحد مثلما أحببتك يا أبي ولم أشعر ب ألم مثلما شعرت بمقدار حبي إليك، أخرجت المسدس من خلف ظهري وضربته طلقه بقلبه لعله يشعر ولو بجزءٍ قليل من الألم الذي حل بي
نظرت خلفي وجدت زعيم المافيا يبتسم لي إنه أحمق كان يعتقد انني مجرد أنثى من الذي يتسامر معهم في الليل لا يعلم انه عندما اخذت هاتفه لأكتب رقمي أوصلته بجهاز اللاب توب الخاص بي وأصبح كل شئ يفعله أراه وأن الشرطة تحتل المكان في الخفاء ضربته طلقه في يديه لأن يداي لم تتلوث بلمسه شخصاً قذرًا كهذا
في ثوانٍ معدودة الشرطة احتلت المكان أخذوا جثة أبي وجميع من ظلوا أحياء بعد الانفجار كُنت قد اتفقت مع صديق يحيى الأقرب له قبل أن أفعل شئ هو من اعطاني الشجاعه لكي أكمل، أما عن جثة أبي فقال صديق يحيى أنه كان يحاول الهرب وقام بإطلاق النار عليه
سلمت جميع الأشياء والمستندات والأوراق للشرطى ..
وجدوا أن كل التدابير هذه كانت بإشراف يحيى رحمه الله
والآن وفي يوم التكريم الخاص بضُباط الشرطي عن هذه المهمة القبض على أكبر عصابات المافيا في الشرق الأوسط صعدت لأستلم جائزه يحيى،وقف الضباط حدادًا على أرواح الشهداء وعلى رأسهم كان "الشهيد يحيى ياسين" تذكرت قوله وهو يخربني أنه يدافع بشرف عن هذه البلد ولا يريد أن يلوث أرضها ويحطم شبابها أحد كان برى أن الشباب هم النبات التي يُنبت الخيرات…
كان عُمر من أرسل لي الاسطوانه بعد أن رآني في اليوم الأول من اكتشافي ما يفعله أبي، تحدث معي بعد أن أرسل لي الظرف والاسطوانه وكشف لي كل شيء؛علمت أن أبي قد قتل حبيبته السابقة منذ عام ونصف بإنفجار بإحدى البنوك،قررنا سوياً العمل على تسليمهم للشرطة ..
إختفى عُمر بعد حادث الإنفجار ولم أره بعد ذلك
ذهبت للمنزل وبدأت في البكاء لم أبكي يوم علمت أنه قد إستُشهد أقسمت أن آتِ له بحقه من جميع من تسببوا بـ فراقنا ونحن في بداية العمر
وجدت جرس الباب يرن اتجهت نحو الباب لم يكن يوجد أحد وجدت ظرفاً على الأرض أخذته ودخلت إلى المنزل
بدأت بفتحه وأنا أقرأ كانت جُمله واحدة مكتوبة بها مع طلقة رصاص إنها طلقة رصاص من المسدس الخاص بي !
بدأت بالقراءه " لا تقلقي يا ظلام الليل إنها البدايه فقط "
إمضاء "ماستر ڤي "
تمت.