" بين الحقيقة والوهم "
تأليف: رحمة نعمان العزب
تصميم غلاف: بسمة كرم
لمتابعة المصمم/ة والتواصل معه/ا »»» اضغط هنا ««« او على اسم/ا الملون بالأزرق
مقدمة رواية " بين الحقيقة والوهم "
المقدمة:
أنا رغد...
أنا الفتاة التي عاشت رغد، إسماً على مسمى؛ رغد حقيقي في عيشي لحياة عادية، وظروف عادية، مع أشخاص عاديون، حياة عادية بإيماني أني لست محور الكون، فتاة عاشت طفولة بريئة، مراهقة هادئة، وشباب مليء بمغامرات فتاة بسيطة، أقصى حرب بنظرها، ما ستذاكر، وما ستجيب في الامتحان، فتاة كل صعوبات الحياة لديها تتجلى بالنجاح أو الرسوب، في الحفلة أو فرصة العمل التي هي بالنسبة لها حلم، ولكنني وكما كل بشر، لا أشعر بقيمة الشيء إلا عند فقده.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اهداء رواية " بين الحقيقة والوهم "
الإهداء:
أما قبل:
فهي لوالداي وإخوتي وأخواتي، وصديقاتي الغاليات، من هم سبب في ضحكة قلبي دوماً ،ومن هم جزء لا يتجزأ من حياتي، وهي لمعلمتي الفاضلة،صاحبة الفضل الكبير علي معلمتي الغالية:أشواق عبد القوي.
أما بعد:
فهي وبلا شك لبطلة روايتي، الراوية والرواية،القصة والحكاية،ومن كانت سببا في كتابة هذه الرواية، وهي رواية لم تُكتب لتقرأ بل لتُحس،وتعاش من قبل القارئ.
أتمنى لكم أحاسيساً رائعة.
اقتباسات من رواية " بين الحقيقة والوهم "
الاقتباس الأول:
نظر إليه وقال مستكملا « إنني أخاف عليك أكثر،
لن تحتمل،أراك متحمساً أضعاف ما كنت متحمس،
وتكتب بها الأشعار، وكلمات الغزل، أخاف عليك يا صديقي، أخاف عليك لأن مشكلتك قد تكون أكبر من مشكلتي، قد لا تكون فتاة، فالبرامج المغيرة للصوت منتشرة، قد لا يكون إسمها حقيقي، قد لا تكون في الخامسة والعشرين، أو حتى في الثامن عشر،قد يكون الملل هو السبب في تواصلها معك لا الحب،قد يكون لأنها لا تملك رقيبا عليها، وليس الإحساس الرهيف بقرب الحبيب،
قد تكون متزوجة أو أرملة، أو حتى طفلة لم تبلغ الخامسة عشر،
وكذلك الشباب، ليس جميعهم صادقون، وقد لا يكون هناك أحد منهم صادق،
إنني يا صديقي أتعجب كيف نجعل قلوبنا سهلة إلى هذه الدرجة،
كيف نحب ونحن لم نرى بعضنا من قبل،
ولا نعلم ما مقدار الصدق في كلام الطرف الآخر، وليس لدينا معيار لقياس حبه، وصدقه،
كيف نرى أحياناً زوجين عاشا سنوات مع بعضهم ولا يحبون بعضهم، ليس الحب ومعجزاته بل هو الغباء والملل وتخطيطاته، إنني لم أكن أؤمن بأن وسائل التواصل توصل مشاعر بين شخصين عاشا في الواقع قصصا مليئة بالحب، ويعرف بصدق الآخر، فكيف وقعت في فخ أنه يجمع بين إثنان لم يريا بعض، قد يسمى حباً لو وثق بلقاء في الواقع، وعلى سنة الله ورسوله يكون اللقاء،
رغم إيماني ويقيني أن أسلاك الهاتف ليست قوية بما يكفي لتوصل مشاعر صادقة ومعتاد عليها،
فكيف بتكوين مشاعر بين شخصين لم يعرفا بعضهما حتى»
قمت من مكاني واتجهت اليه وربت على كتفه قائلا: قصتك حزينه، ثم ذهبت وأنا أقول بصوت مرتفع: أعدك بالتحري، رغم أنني لم أشك بها، ولكن الأخذ بالأسباب،
إبتسم بألم ومسح دمعته هامسا: سأكون الحضن الذي يخبئك عندما تأتي يا أخي، من ظلم العالم سأخفيك،
وبحثت حقاً وللأسف الشديد كانت كاذبة، حدثت بيننا مشكلة كبيرة، وانكشف معدنها يا أخي، وهذا قبل شهر، إنه في ذاك اليوم الذي تشاجرت معك فيه بدون سبب،
وهذا ليس ما يحزنني يا أخي لأنه أمر قديم، وتقبلته بسهولة لأن علاقتي بها لم تستمر سوى شهر ونصف،
نظرت إليه بتعجب: إذا ماذا؟
صابر بصوت متأثر ويوشك على البكاء: عزيز، عزيز مصاب بمرض القلب،
نظرت إليه بصدمة: ماذا؟ حرك رأسه بتأييد: نعم، علمت هذا البارحة، أخبرني بذلك ولم يبق له في هذه الدنيا سوى أسبوع، أسبوع فقط يا أسد، أسبوع، ثم أجهش بالبكاء،: بسبب كثرة الضغوط عليه، وأيضا قلة النوم وكثر التعب، لم يشاركي بآلامه، وأنا الذي كنت أخبره بكل صغيرة وكبيرة، بكل آلامي واحدة واحدة، وهو يصبرني وينصحني دوماً هل سيذهب الان؟ ،
هل يتركني الان؟، هل يتخلى عني؟ ، أعلم بأني أناني لأنني أتمنى بقاءة إلى جانبي، لأجلي، ماذا أفعل لا أتخيل غيابه، خرجت من غرفة صابر وأنا متعجب منه: أنا سألته عن حزنه فحكي لي قصة حبه وحب صديقه، عجيب،
بعد أسبوع والذي مر بغياب صابر عن المنزل لأنه ذهب إلى منزل عزيز،
توفي عزيز،
وعاد صابر إلى المنزل، ولكنه كان قد تغير ،
غزا عليه هدوء عجيب، لونه شاحب، الحزن باد عليه،
قاطع روايتها لقصتها والدتها التي تنادي شقيقتها هبه، ابتسمت بحب عندما ذهبت هبه إلى والدتها وهي تتذمر، رغم أنها تسمع القصة للمرة الثانية، نظرت بشرود عبر النافذة التي تظهر زرقة السماء، عشقت هذا المنظر منذ صغرها،عادت هبه وعادت رغد من شرودها، هبه بحماس كبير ،ماذا حدث؟ أكملي،رغد بإبتسامة وصوت يملأه الهدوء: لا شئ،فقط عم الصمت لبقية الطريق،
وغفوت من فرط الصمت أيضا،تنهدت: أوصلني إلى منزل والدي الذي أشتقت زواياه،وعائلتي التي ذرفت الدموع للقياهم،أما هو فقد سلم على والدي ثم ذهب إلى منزل جده الذي يوجد بنفس قريتنا، وأخبرني أنه سيعود حالا مع إبن عمه، وعندما رأى القلق باد علي طمئنني أن إبن عمه هو من سيقود السيارة، وهو سيحاول النوم في السيارة،ومر أجمل أسبوعان قضيتهما مع عائلتي بعد الزواج،أقر بأنهما أجمل أسبوعان في حياتي، فلم أبتعد عن عائلتي بهذا الشكل قبلا، حقاً لا حياة إلا بعائلتك،أتى ليعيدني، ولا أنسى تلك الابتسامة ولا الفرح الذي كان يزين وجهه رغم الأرهاق الواضح على قسمات وجهه،وكالعادة رحب بي منادياً لي بتاج قلبي، سألته عن الإرهاق الواضح على وجهه أبتسم ملئ فاه حتى تعجبت من حاله، قال: إنه مجرد سهر لوقت متأخر، وإستيقاظ مبكر، أي قلة من النوم، أي أنني أفرغت قليلا من شوق مكتبي ..... كان يقول ذلك بحركات مسرحية، ولكنني رسمت على ملامحي الغضب فتوقف ثم أكمل: ....لي،
لم أرض أن أتحدث معه في البداية ولكن لم أستطع، كان يكثر الأسئلة ولم أرد أن أحرجه
قاطعتها هبه بإبتسامة لا تبشر بحسن نية صاحبها: لم تودي إحراجه أم كنت مشتاقة له
الاقتباس الثاني:
فحافظ القرآن له دعوة مجابة،رغد لا تهتم الان بكم العدد من النساء المتواجد، كانت تقلق قبل شروعها بالدعاء أما الان،
فهي منغمسة مع ما تقرأ من قرآن ودعاء،
إنها تعيش ذاك الشعور ثانية، ولكن بتقبل أكثر لقد أحبته،
إنها تقسم أنها لم تعش أجمل من هذا الشعور من قبل،
نعم فرحت بيوم معرفتها ناتجها في الثالث الثانوي، وابتهجت يوم تخرجها، ولكنها ولدت يوم ختمها،
بل وعاشت أجمل،وأروع، شعور في حياتها مرتان،
شيء لا ينسى أروع ذكرى،
إحتفلت عائلتها بهذه المناسبة، وكان والدها حاضر هذه الفرحة،
ترى نظرة فخر لم تراها منه يوم تخرجها من الثانوية،
نظرة مختلفة بمعنى الكلمة،وكأنه سلم لمسؤوليتها لله بشكل كامل،ولله فقط،
هذه الكمية من الفخر والثقة التي تراها،تحثها على البكاء، تعلقت بكلام الله،
لقد أعطاها كل ما تتمنى وبكمية أكبر مما تمنت أيضاً،
أرادت ثقة أباها، فأعطاها كل الثقة بل وثقة لم يعطها أحد،تمنت أن تجعل أباها يفخر بها،
حصلت على فخر أباها لدرجة أن دموعه نزلت من الفرح
رعد الشديد القوي،الذي لا تهزه الشدائد،
نزلت دموعه لختم إبنته كلام الله،
الله،لكم أصبحت تعشق كلام الله،
ولحبها له عندما شرعت بالمراجعه، رفضت تغيير مصحفها،
نعم صعب، بعد تلك التي حتى أكبر طماع في الحياة لا يمكن أن تخطر على باله،
ذاك الشعور الذي إن ذاقه أكبر جبابرة اليهود، لبكى حباً لهذا الدين،
وعشقاً لهذا الكلام، الذي حقاً إن له لحلاوه وإن عليه
لطلاوه وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلى
ولا يعلى عليه، يعلى ولا يعلى عليه،
ولا أجمل من أن يصبح كلام الله هو الملجأ والحبيب،
تشعر بأنك تختنق ولن تستطيع التحمل ودموعك على وشك السقوط،كلام الله هو دواؤك،
صدقني على الأقل تكون دموعك ذات قيمه، نزلت وأن تقرأ أفضل كلام، وأحق كلام بالبكاء من روعته،
من ما يسبب من مشاعر في وجدان المرء،
ابتسمت رغد وهي ماتزال مغمضة لعينيها في السيارة،
عندما تذكرت حفل الوداع الذي أقمنه لها بنات تحفيظ دار القرآن قبل أيام وصغيرتها هبه،التي أصبحت الآن في الصف الثامن والتي أنشدت لها نشيد الوداع،
ابتسمت بحب لهذه الذكرى،
ولم تفق إلا على توقف السيارة، كادت تصطدم بالكرسي
الأمامي،
ولكنها ابتسمت بتعجب من اليد التي امتدت فكانت بمثابة حاجز حماها من الإصطدام، في الواقع
هي أمسكت نفسها،
أبعد يده ونزل من السيارة بحرج، ابتسمت من فعله ، أما يده فكانت ردة فعل طبيعيه، لشعوره أنها أصبحت مسؤولة منه، نظرت فإذا هو يفتح لها الباب لتنزل،
أسد: تفضلي إنزلي،وصلنا
نزلت رغد معه،أمسك يدها ودخل المنزل،
أحرجت من هذا الأمر فهي ليست معتاده،على هذه الطريقه،
أدخلها معه للمنزل،سلمت على عائلته،تبدو لطيفة،
ثم قالت حتى لا تخدع نفسها، الجميع يبدون لطيفين في البداية،حتى أنا أحاول أن أكون لطيفة في أول لقاء مع أي أحد جديد،
اخذها الى غرفتهما وخرج بعد أن أخبرها بأنه سيرسل أخته لتساعدها، فهي جديدة على هذا المنزل،
وقال أيضا انه سيذهب لصلاة الظهر،فقد صدح صوت
الأذان في الأجاء،
لا تنكر أنها شعرت بالأمان عندما سمعت الأذان، إنه حقاً نعمة
الاقتباس الثالث:
جامع المحبين لو أردتم، فقط من أحببناهم بحق،
أول سنة كانت أسهل المراحل التي مضت،أما السنة التي تلتها فكانت أصعب، والثالثة أصعب،والرابعة وهي آخر درجة في السلم، تعتبر أكثر المراحل شرا، بيوم التخرج لو جعلت الأربع سنوات يقفن بصف واحد، لنظرنا لهن كزوجات أربع للأب،
الأولى هي أمنا التي علمتنا كل شيء، قد يكون حتى طبخ وغسل وتنظيف أواني، وعلمتنا كل ما يخص الحياة التي دخلنا عليها وتعلمنا كيف نتعامل مع الحياة الجامعية بحكمة، وحب ولطف،
أما السنة الثانية فهي أول زوجة للأب بعد أمنا الحبيبة،
وهي حنونة ولكن ليس بحنية أمنا الغالية، فالجانب السيء ظهر أيام الشدة، والحياة مواقف، حاولنا تعقيلها بأن تلطف بنا قليلا نحن أبناء زوجها العزيز، والتي تحبه ولكن، لا حياة لمن تنادي، ذوقتنا المرار أيام الإمتحان، وظننا أنه أسوء ما قد نرى فهي الشريرة بنظرنا
الاقتباس الرابع:
أنا لا أذهب من هنا الا وأنا واثق أن صغيرتي قوية ستقتص لنفسها، فهي شجاعة، أليس كذالك ياطفلتي ؟
هزت رأسها بتأييد وقالت: نعم، ولكن يا أبي أنا أصبح أقوى بوجودك ، وأطمئن...
قال لها ببسمة أمل: سيأتي يوم وأكون معكم الى الأبد يا إبنتي، ولكن الان يجب علي أن أوفر لكم حياة هنيئة، وأطمئن الا ينقص عليكم شيء لكي لا تذلكم الحياة،
فهذا هو سر وجودي بالحياة ياعزيزتي الصغيرة، وعلى كل بشر أن يقوم بما هو واجب عليه، فلكل منا سر لوجوده،وعلينا ألا نهمله لكي لا يحدث خلل في حياته،
هزت رأسها ببسمة وقبلته معتذرة بأدب: آسفة يا أبي، لم أقصد أن أزعجك ولكني أريدك بجانبي لأني أحبك،ولكن حسنا أنت ستذهب لتقوم بذلك من أجلي وأمي وأخوتي،وأنا سأقوم بزيادة مجهودي من الدراسة لكي تفتخر بي يا أبي العزيز،
قبلها بفرح كبير: صغيرتي الرقيقة الذكية،أحب أدبك هذا ورقتك،لقد أحسنت أمك تربيتك فعلا،
قبلته رغد وذهبت عندما سمعت صوت أمها من المطبخ يناديها،
نظر إليها ببسمة فخر لهكذا إبنه ثم ردد مع الأذان الذي صدع في الأرجاء،
أتى العيد وكان أجمل عيد بالنسبة لرغد بسبب وجود
والدها العزيز،وبعد أسبوعان ذهب والدها، فبكت بشدة
لأنها لن تراه لمدة كبيرة،
وكانت رغد كل يوم تعيش يوم روتيني ممتع لطفلة مثلها،
تلعب وتأكل وتنام ولكنها كانت تشتاق للمدرسة، وهذه الخاصيه لا توجود إلا مع البعض ورغد منهم، فمن يشتاق للمدرسة بنظر البعض جنون،
مضت الأيام وبدأت الدراسة ودخلت رغد الصف الثاني، وبحماس وجد وإجتهاد أنهت سنتها، رغم تخوفها من المعلمة الجديدة ولكنها رأت بأنها لطيفة رغم صرامتها،وأحبتها،
جالسة في أحد كراسي المنزل التابعه لطاولة الأكل، وهي تمدد رأسها على ساعديها بتعب،
ولم تفق الا على يد تربت على كتفها بحنان وتسمع صوت أمها بصعوبة ،فالصوت لا يصل لها إلا مشوش،
رفعت رأسها لأمها ثم أعادت رأسها كما كان بدون وعي منها وغاصت في الظلام بعدها، ولم تفق الا على أصوات متداخلة، وحاولت فتح عينها لكن لم تنجح الا لبضع ثوان وأستنتجت من رؤيتها للون الأبيض في الغرفة أنها في غرفتها