أسماء المشاركين في كتاب لا يأس مع الحياة:
مسعي ريان –الجزائر ولاية
واضح إيمان الجزائر ولاية البويرة
قصة خديجة الجزائر ولاية عنابة
مصايد صالح –الجزائر ولاية البويرة
أسماء دباح –الجزائر ولاية ميلة
يوس أميرة -الجزائر
هدى بن شريط –الجزائر ولاية المدية
مناعي نجوى –الجزائر ولاية سوق أهراس
سامية بوطي –الجزائر ولاية بسكرة
ريان بورايب –الجزائر العاصمة
صابر كحلول الجزائر ولاية البويرة
أنفال يعقوب –الجزائر
بقدي خالدية –الجزائر ولاية تيسمسيلت
بن سلامة دلال –الجزائر ولاية غليزان
فنينش رانيا –الجزائر ولاية جيجل
مروة روابح الجزائر ولاية باتنة.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
مقدمة الكتاب:
كنت أسير ....إلى أنَ تعبتُ من المَسِير .... مشيتُ أميال عِدَا .... لا للعودة من سبيل ..... تعبت ولم أرد من الراحة إلا القليل ...... وأصبحتُ أتخيل كأني في واحة .....فأنا من صباح في سماءِ أُحلِقْ منقطع النظير ...... وأصبحتُ كثيرا أعْرقْ .... كأنه طريق بدون نهاية ...... حتما ستكون لي هذه نهاية .... خيرت بين مواصلة ...... أو غرق دون صَلة ..... بين نسمات المطر العليلة....... فجأة لمحتُ جذوع؟؟.... شجرا !! لا بل يابسة ..... رأيتها بعدما كنت في حياة يائسة ..... توجد زهرة قلبي تتغلغل بداخل مسامتها قطرات المطر..... لتنتعش جذورها.... كانت لي جرعة أمل .... نَحَتُ فيها بقلم ....
اقتباسات من كتاب لا يأس مع الحياة
مغامرات كاتبة
في بلاد ليست بالبعيدة و في زمن قريب كان هنالك فتاة اسمها أمال... طفلة صغيرة في قرية منعزلة عن عالمنا المتطور ، تقاسي ويلات الفقر مع أهلها و سكان قريتها . تكبر أمال ليصير عمرها عمر بنت تستعد لدخول صفها الأول للدراسة، رغما أنها كانت مشاغبة لكن هذا لم يمنعها أن تكون مجتهدة، فكانت دائما من الأوائل. تتقدم السنين إلى أن صارت في الإكمالية . تلقت أمال دعما كبيرا من والديها رغم فقرهم، لكنهم كانوا يدركون أن نجاح ابنتهم في الدراسة سيغير وضعهم. بعد بضع سنين أتت مرحلة الثانوية و كان لزوم على أمال أن تترك القرية للذهاب إلى المدينة والتي تبعد بعدة كيلومترات عن القرية. بحزن تفارق أمال أهلها و سكان قريتها و توجهت إلى المدينة التي ستكمل فيها دراستها. كانت هنالك جمعية تتكفل بالفتيات اللواتي يقطن بعيدا عن المدينة و توفر لهن جميع متطلبات كي يتابعن دراستهن بدون أي عراقيل . توجهت أمال إلى الجمعية ، استقبلتها مديرة المسؤولة فوفرت لها المكان بسرعة ، فرحت أمال كثيرا ، فتصاحبا إلى الغرفة التي ستمكث فيها . دخلت الغرفة فوجدتها مهيئة ، المكان مرتب و يحتوي على كل ما تحتاجه فتاة في سنها ، أبدت إعجابها وراحت تلامس الأشياء بكل لطف و فرح في الماضي القريب كان حلم أما اليوم هو واقع تعيشه . وقفت لبضعة لحضات في غرفتها وبعدها استلقت على سريرها و من شدت التعب غطت في نوم عميق ولم تستيقظ تلك الليل حتى اليوم الموالي حينما ايقضتها مديرة الجمعية ، أخبرت أمال بقانون الإقامة كي لا تقع في مواقف محرجة و تكون في أريحية تامة . أمال تزاول الدراسة لكنها كانت منطوية منعزلة دائما. كانت المؤسسة التي تدرس فيها أتضم مسابقة كتابة، اخبراها احد المعلومات بان تشارك ولا تبقى منعزلة طوال الوقت. أمال كانت تنتضر هذا الدفع لتظهر مهاراتها في مختلف المجلات خصوصا في الكتابة التي كانت هوايتها . جرت المسابقة بمشاركة أمال، و المفاجأة السارة أنها تحصلت على المرتبة الأولى و فرحت للغاية بهذا الأمر . كان هنالك مجموعة من الطلاب اكبر منها سنا و يتقدمونها أيضا في مراحل الدراسة ، دائما ما كانوا يشكلون مجموعة كتب رائعة . بمرور الوقت تعرفت عليهم و أصبحوا أصدقاء و تنخرط معهم في أنشطتهم و هذا ما جعلها تتعلم أشياء جديدة. وبمرور ثلاث سنوات كانت كلها ناجحات على كافة الأصعدة ، في يوم ما تم تنظيم مسابقة من مجموعة كتاب معروفين ليشارك فيها كل من كان مولع بالكتابة ، فما كان لي ( أمال ) إلا أن تشارك في المسابقة ، وتلقت تحفيزا كبيرا من زملائها الذين يثقون في قدراتها . أعلنت اللجنة أصحاب المراتب الأولى بعد أسبوع من ذالك و كانت أمال من بينهم ، الكل كان فرحا أما هي ، تنتضر شوقا لتخبر أهلها أنها باتت محل إشادة كبيرة من زملائها و أساتذتها و حتى كتاب كبار من خلال الأعمال الادابية التي تكتبها . كل ما يحتاجه الإنسان هو دفعة و أن تثق فيه و تمنحه المساحة الكافية كي ترى منه العجب
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
صارع حتى تنال
و حينما كان العالم يقول مستحيل، نطقت شجاعتها بحروف تقول " بلى يمكن "، تسير بثوبها الفضفاض فوق المنصة و تموجاته أوحت للحاضرين أنها وردة، وشاح طويل يغطي الجزء العلوي منها و فوق رأسها تاج، " تاج العفة " الذي لا يليق إلا بالملكات، سحنتها الطيّبة و وجهها الذي يشع نورا، عيناها التي تخترق الأرض، و مشيتها على استحياء أضفتها جمالا و بهاء، ترى مالذي تحمله بين يديها ؟ أهو كتاب ؟ نعم، و ليس أي كتاب، إنه أعظم كتاب " القرآن الكريم "، سُلّمت شهادتها بعد تلاوتها لبعض الآيات الكريمة، و لعل أفضل شهادة هي نظرات الحضور لها و لوالديها اللذين أحسنا تربية أميرتهما لتكون بذلك تذكرة دخولهما إلى الجنة. نشأت فاطمة في عائلة متديّنة و متحفظة، كلّ فرد من أسرتها يملك شهادة " ختام حفظ القرآن "، بحيث أن أغلبهم يحفظون و يختمون في سن صغيرة، أما هي فتأخرت، و حتّى أخاها الأصغر منها بعشر سنوات تراه خاتما ! البيت الكبير الذي يضم كلّ عائلتها يقع في مدينة كبيرة في البلاد، مجتمعاتها فاسدة و منحطّة، شوارعها تضجّ بقهقهات السُّكارى ليلا، أما صباحا فتتلون بتبرج الفتيات و ألبستهنّ المكشوفة، و كأن ذلك المنزل محاط بهالة من الإيمان، فلم يتأثر أحد من أفراده بالسواد الذي يحيطه، إلا فاطمة! لم تفلح في إتباع سيرة آباءها و أجدادها، و إنها سارت خلف شهواتها و ملذات الدنيا اللعينة، صاحبت رفاق السوء، و كان مستواها الدراسي ضعيف بسبب إهمالها لدروسها و انسياقها خلف كل تافه، و كذلك ضعف ذاكرتها و عدم قدرتها على الحفظ، عجبا لها ! كيف تترك النقاء و تجري وراء الوسخ ؟ كيف تترك البياض و تذهب نحو السواد؟ كيف تتخلى عن الجنة و ترمي نفسها في الجحيم ؟ هكذا تسأل نفسها دائما، كانت تطمع لأن تكون مثل قريباتها المتحجبات المستعففات، و لأن إيمانها ضعيف يسهل على الشيطان عمله، فتجدها تمسح كل تلك الأسئلة و تستبدلها بـ : ألا يحق لي أن أتزيّن؟ ألست بنتا ! أو ليس جمال البنت في جسمها و شعرها ؟ و هكذا دواليك، صراع بين فطرتها و شهوتها. تراها تحاول، لكن الفشل دائما ما يحبطها فتتراجع خطوات للوراء و تهوي في ظلمتها و ضلالها مجددا. ذات مرة أمسكت المصحف بين يديها و راحت تجاري أخاها في ترتيله، أعجبها ذلك، لكن بمجرد ما جربت أن تحفظ و لم تُفلِح بسبب ذاكرتها، تراجعت فورا، كما أنها ارتدت الحجاب مرات عديدة في غرفتها، تنظر لنفسها بالمرآة، تزورها نظرة الإعجاب، ثم تختفي بسرعة، تنزع الحجاب ثم تفرك شعرها على كتفيها و تبتسم، شيء ما يجعلها ليست راضية عما هي غارقة فيه، قلبها غير مطمئن أبدا لحالتها تلك، لذلك استمرت في المحاولة حتى بدأ الإيمان بزرع أول بذوره في قلبها، تغيّرت شيئا فشيئا، صحيح أنه صعب عليها للغاية و خاصة نظرة صديقاتها لها، لكنها وعدت نفسها أنها لن تهتم لهنّ بعد الآن: " فاطمة هل جننت؟ تخفين شعرك الجميل وراء هذا الحجاب و أنت لا تزالين صغيرة!، تمتعي فالحياة قصيرة"، "لا أصدق أن فاطمة تحفظ القرآن، حتى دروسها لم تقدر على حفظها يوما"، صارت أيامها كلها كذلك، انتقادات و كلام سلبي ، كان ملاذها الوحيد غرفتها و مصحفها و قليل من ذرات الدموع التي تذرفها : " لن أيأس أبدا، لن أدع مجالا للشيطان لجذبي لتك الهوة السوداء، و لا لكلام صديقاتي اللاتي لا يفقهن شيئا عن المعنى الصحيح للحياة، لن أتراجع عما بدأت فيه، و لن أُخجِل والداي أمام العائلة، سأكون منهم بإذن الله "، ترددها كالتراتيل، صباحا و مساءً، حتى باتت ابنة أبيها أخيرا.. أحيانا تضيُق عليك الحياة الخِناق فتعجز عن المقاومة، تتوقف عن المحاولة، فيكفي لفشل واحد أن يطيح بك في شَرَك الضعف و الهوان، و لعل أصعب أعداء النجاح : النفس أولا، ثم الشيطان، ثم المجتمع اللعين. أقول لك: " صارع حتى تنال "، فإن الكثيرين حاولوا فنالوا، لا جُرم في المحاولة و لكن العيب في الخوف من المحاولة، و إن النجاح حتما هو حليف لكل من يحارب صعوبات الحياة بكل جسارة و شجاعة، و إن الفوز بالهدف أخيرا ينسيك كل فشل مررت به، فلا يوجد للمستحيل معنًى في قلب المؤمن بربه، بنفسه، و بقدرته.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
أمل فتاة عشرينية
أعيش في كوخ بسيط مع والدتي بقرية "بني درڨن" بمدينة غليزان. أمي، التي أرهقتها مشاق الحياة فبدا التعب ظاهرا على وجهها، وتشقق يديها، ذبول عينيها، أما قلبها فلا أريد الحديث عنه كنت على يقين أنها تفكر في مرضي الذي أتعب كاهلي، بدأت خصلات شعري تتساقط، وجسمي ينحل، حزن يجتاحني حتى الحروف الأبجدية والكلمات لن تنصفني في سرده، كنت أحتاج للغة جديدة لأعبر. لكن عندما أنظر لمرآتي كنت أرى أمنياتي تناديني بصوت عالٍ"هيا يا أمل تحدي وارفعي شعارك لا للنهاية،لا للاستسلام" كنت أدعو الله بشفتين ضاحكتين وقلب متيقن أن الله سيستجيب. رغم قساوة الظروف، قررت التوجه لعيادة الأورام السرطانية للعلاج، بدأت رحلتي وكانت شاقة لكنني لم استسلم، كنت أردد"أمل لن تنهزم". داومت على العلاج الكيماوي الذي أرهق جسدي، لكنه لم يرهق نفسيتي،علاجي كان بين الطب والدعوات كنت أدعو الله سرا وعلانية، في صلاتي وقيامي.... أمل، بعد مسيرة ثمانية أشهر عدت للعيادة وقمت بالتحاليل الدكتور"بعد اسبوع سأعلمك بالنتيجة آنسة أمل" اتجهت لبيتي وكنت أفكر "ماهي نتيجة التحليل ياترى" كل ليلة أغفو وأنا أفكر. بعدها عدت للعيادة ودخلت قاعة العلاج فإذا بالدكتور يبتسم"أنت حقا تستحقين الثناء،فقد رفعت التحدي وشفيتي من الورم". استغربت لوهلة "ماذا تقول يادكتور ". "مبارك لك أمل أنت قصة لكل مريض لقد شفيتي تماما تهانينا" اغرورقت عيناي دمعا، هذه دموع الفرح ليست كسابقتها، أريد أن أجول في الحقول والقرية وأنادي بصوتي أمل شفيت. رسالتي لكل مريض في المستشفى، لا تيأس مدامت رئتاك تنفخان الهواء. لا تستسلم، فأنت القوي مهما كان حالك. عند حزنك تذكر أن لك رب كبير،قريب مجيب، لايخيب عبده. أنظر للمرآة فما من جميل غيرك. تأكد عزيزي المريض أنه مهما كان مرضك فإنه ابتلاء، وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه. كن قويا..كن شرسا في التحدي... إن عجز الطب فإن قدرة الله لن تعجز. رغم قساوة الوضع، اِشتر لنفسك وردة، قصة، رواية، هدية تذكر أن صفاء النفوس أبهى وأحلى من جمال الوجوه. رغم الألم والشقاء كن المرض نِدا يستحيل عليه هزيمتك رغم الأنين دع كلمات الحب والأمل تتهاطل على نفسك وجه رسالة لنفسك مدام الله معاك ومادمت مع الله فلن ينال منك المرض . أنا أمل أوجه رسالتي لعلي أكون ومضة أمل لغيري. وعسى أن تكون قصتي عبرة لهم.