" قلعة أربيل "
إشراف:
بوقرة لبنى/ دقيش محمد / ناصري آية الرحمان مروى
تصميم غلاف:
لمتابعة المصمم/ة والتواصل معه/ا »»» اضغط هنا ««« او على اسم/ا الملون بالأزرق
تمهيد كتاب " قلعة أربيل "
التمهيد:
ها أنت ذا تتحسس الورقة التي طُبع في أعلاها كلمة "المقدمة" ، رطبة كرطوبة أصغرانك ذاك ، على الغالب عزيزي القارئ ستقلب هذه الصفحة ولن تولي لها تلك الأهمية كما توليها لحياتك التي بدورها لا تولي لك اهتماما حتى ، ولكن دعني أخبرك شيئا إن فعلت ذلك وطويت هذه الصفحة غير آبه لما فيها فأنا أبشرك بدخول محيطنا الذي لن يكون رحيما بك إن لم تمتلك بوصلة لتوجهك ، أما سفينتك أما سفينتك سيتم خرقها لإغراق أهلها ، يبدو أنك رضيت أخيرا تعالى معي ودعني أقول لك التالي : العنوان هو قلعة أربيل أول ما يتبادر لذهنك عند قرائتك له أن نوع الكتاب سيكون تاريخي أو سيتحدث عن حقبة زمنية معينة قد يكون ظنك في محله ، ولكن ليس كذلك بوجه التحديد أردنا الإتيان بشيء جديد يجمع بين التاريخ والحروب والتراث وبين مواضيع من الواقع وهي مصنفة حسب تقسيم أربيل للمناطق الثلاثة التالية:
السراي …..الحب …..الأغنياء ….
التكية …...الظلم …...الدراويش...
طوبخانة ...الحرمان …. المزارعون...
1- السراي : سكنها أصحاب النفوذ والأغنياء لهذا يتملكه موضوع الحب ../ 2- التكية : وفيها يترامى الدراويش النظرات على حافة الطريق ولهم ما يهمهم وملأ مِلأ فؤادهم وهنا يقبع موضوع الظلم ../ 3- طوبخانة : يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة هؤلاء هم المزارعون المحتاجون الذين سكنوا هذه المنطقة لهذا لم يبقى لهم سوى طوبخانة تحتضنهم وبالطبع لن نقول عن الحضن أنه دافئ بل حضن بأشواك بارزة تُدمي المحروم الغلبان الأسِفا لاستبعادهم كل البعد عن الطبقات العليا وهنا يكمن الحرمان
-المواضيع لماذا بالتحديد هاته المواضيع ، حسنا لو جبت كامل بقاع العالم يستحيل أن تجد شخصا لم يعاني ويلات أحد هاته الثلاثة ، قد تقول يوجد مواضيع أخرى كاليُتم مثلا أو الفقر أو السجن ، معك حق ولكن ارتأينا أن لهذه المواضيع علاقة مع بعضها ، كيف ؟؟؟ ، سأجيبك …. تحابا شخصين فبلغ الحب أوجهه ، يأتي الغني يأخذ الفتاة ، فيملك الغني الحب ويُظلم الدرويش فيُحرم من محبوبته ، لو كان عنتر غنيا لتزوج بعبلة لو كان مجنون ليلى غنيا لتزوج ليلى ولو كان روميو غنيا لتزوج جولييت ، أنا لا أقول أن الفقراء لا يحبون ولا يتزوجون ولكن الأغنياء قاموا باحتكار كل هذا و اجتثوه من دون سواهم اجتثاثا ……...كل هذا يبقى مجرد مواضيع نُسجت من الخيال ورُبطت بالخيال عن طريق خيوط الحقيقة ، الحقيقة التي نتجرعها عنوة على الدوام فشربنا منها حدّ الثمالة ……..عزيزي القارئ اجلس في المقعد الذي يتوسط المسرح الفارغ سأقوم بإسدال العتمة على كامل القاعة ، استمتع بالعرض فأنت …. أنت المدعو وحدك لهذه الليلة الظلماء التي تسمع فيها دبيب النملة السوداء في الصخرة الصماء …..
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباسات من كتاب " قلعة أربيل "
الاقتباس الأول:
طلاسم فخمة
متى ستفك هذه اللعنة ؟ لقد أكلت من حياتنا وقلوبنا حتى نفسياتنا ولا تزال ،سنين ونحن نعانيها،جردت أراضينا من الفرحة وانتزعت من أيامنا الألوان ،ما بالنا ونحن من كنا بالأمس نتمتع بجمال طبيعتنا ،أمسينا اليوم نرجوا أن يطل علينا فؤاد الأرض فالشمس لم ترسل أشعتها منذ ذلك اليوم الذي ألقى فيه الملك فهد لعنته على أراضينا ،بسبب شعوره بالسوء عندما لامه أجدادنا لضعفه وعدم قدرته على الحكم ،حيث أحيطت أراضينا بأسوار لا مرئية لا يستطيع لمخلوق تجاوزها ،ولا يزال جيل اليوم يعاني حماقات ارتكبها جيل الأمس ،من سيفلح في إنقاص البلاد من الدمار ،المفتاح السحري هو الحل ... وأنني أؤمن بالعدالة الإلهية وإنصاف الحياة.
أعدت رسالة ابي إلى مكانها ،وذهبت إلى جانب أمي التي تذبل أمامي وتعاني المرض منذ أكثر من خمس سنوات ، تذكرت كلمات الطبيب الملكي "ارنستو إن أمك سيرافينا في العقد الخامس من عمرها وانت تعرف قوانين المملكة فمن تجاوز العقد الثالث لانستطيع مساعدته للاسف" حيث أضاف الممرض"هيا خذها لتموت براحة في منزلها "مسحت دموعي ونهضت ذاهبا إلى غرفة أخي تولان ،سمح لي بالدخول نظرت إليه وقلت قد حسمت الأمر واتخذت قراري وسأنفذ الخطة، أرسل أخي نظرات خوف وإنكسار ترافقها جواهر عينيه الغاليتين إلى قلبي ،لم أقوى النظر إليه أكثر فخرجت من عنده. إستيقظت بعد ساعات على أصوات عالية في الخارج خرجت لألقي نظرة ولكن فجأة عم الصمت بين الجميع وإذا بأنظارهم تتجه نحوي شعرت بيد أخي تسحبني إلى الداخل حيث صرخ بوجهي لماذا تخرج بملابس ملونة ا لا تعرف إنها ممنوعة، أرتدي ملابسك السوداء وهيا إن الملك هارولان وعائلته في جولة اليوم ، بعد ساعات :أخي تولان العزيز إن وصلتك رسالتي هذه فاعلم انني حي أرزق وانا بداخل القصر الملكي، تسأل كيف ؟ لقد ساعدتني الأميرة الصغرى أنستازيا إنني أعرفها منذ مرضت أمي فهي من كانت تسرق المسكنات من مستوصف القصر لأجل أمنا إنها هي نفسها حبيبتي الخفية التي كنت أقطغ لها تلك الأزهار الملونة والتحف الخشبية ،لاتخشى ولاتخف إنها طيبة القلب عكس اخوتها الأمير دانيال والأميرة ناتاليا ،إنها من ساعدني على الدخول إلى قلب القصر اليوم ومن سيساعدني على سرقت المفتاح أيضا ،لاتقلق عزيزي ،إهتم بأمنا جيدا ولن تطول غيبتي " ارنستو" تقدمت أنستازيا بخطوات ثابتة ترتدي ثوبها الأسود المرصع بالجواهر العتيقة والجميلة هيا بنا يا إرنستو إلى ميا ,من هذه أهي امك؟ لا إنها مربيتي ، قد تحدثت إليها قبل هذا و وافقت،هيا بنا،بعدما ارتديت لباس الخدم الأسود الخاصة بهم وتوجهنا إلى البلاط الملكي،وهنا بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي وبدأت قطرات العرق تسقط مني عند رؤيتي للجنود وهي تحيط المكان من كل جانب ،وقفت أنستازيا ووفدها بما فيهم أنا في منتصف الساحة وركعنا للملك ثم توجهنا نحو مكان الكرسي الخاص بالأميرة الصغرى ، ظل الجميع يناقش أمور البلدة وما يحدث داخلها ويتفاخرون بأذيتهم للضعفاء ، بحق الجحيم ألا يعلم هؤلاء أنهم يقتلوا رعاياهم يمنعوننا العيش ،هذا حال السياسيين لا يهمهم حياة الأبرياء المهم هو سلطتهم ونفوذهم،خرجت من دوامة أفكاري عندما غمزت لي حبيبة قلبي الصغيرة،بان أتبعها إلى جناحها رفقة الوفد ،دخلت الغرفة أنا وصغيرتي ميا وقالت هذه الأخيرة وصوتها يتخلله بالحزن هل أخبرتيه الشروط كافة؟ هل قبل؟ نظرت أنستازيا وقالت نعم نعم ،لم تترك حتى المجال لأسئلها ولكنني لم أعر ذلك إنتباها عظيما رمتني ميا بنظرات لوهلة ظننتها جردتني من ملابسي ،ثم قالت إذا غدا ملتقانا امام المدخل الجنوبي للقصر وخرجت ،نظرت إلى أنستازيا ثم قالت لا تسأل،ستعرف كل شيء قريبا ، أستيقظت باكرا على صوت أحد يبدو أنه من الخدم ،حيث قال هيا إنهض أنت ياكسول هيا ،ثم تقدم نحوي أنت من أنت؟ تجمدت دماء وجهي وضاق صدري و إنقبض قلبي ،فجأة دق الباب بقوة ثم إندفع فإذا برجل يلهث ويقول ميا ،ميا ، ستعدم بعد نصف ساعة في الساحة الرئيسية ،لماذا ؟!سأل الخادم بلهفة ،فأجاب الآخر لقد سمعها أحدهم تتكلم عن أسرار القصر وطرقاته،وهنا تجرأت وسألت ومن الشخص الآخر ،رد :لا نعلم فلقد رفضت التصريح ،بعد نصف ساعة والجميع يقف في المكان المطلوب أذن لميا بقول رسالتها الأخيرة قال "لاتلتفتوا هناك بالخلف أشياء كثيرة سيئة ،أكملوا الطريق فلتكونوا أنتم النور في هذه الظلمات " سلمت روح ميا إلى خالقها،وإذا بدموع الأميرة الصغرى تنهمر دون سابق إنذار ممم،ثم اتجهت مسرعة إلى جناحها ،أردت اللحاق بها ولكنهم كلفوني ببعض الأعمال ، لم أستطع اليوم رؤية أميرتي قط ، بعد لحظات سمعت إسمي من خلف الباب إنه صوتها الحلو الذي يشفي جراحي،هرولت وفتحته نظرت لي بنظرات خوف وربثة ورعب نظرات قوة امرأة ممزوجة بضعف طفلة وقالت : صحيح أننا خسرنا كبيرتنا ولكن علينا أن نفعلها لأجل الجميع ،غدا في نفس وقتنا هذا أمام المدخل الغربي فهو الميدان الجديد لنلتقي هناك "رمت كلماتها وذهبت،مضى يوم ٱخر بين الجدران ،ها أنا ذا أتجه إلى المكان الذي سننطلق منه وصلت ،لماذا تأخرت ارنستو كل هذا ؟! هيا أخذت بيدي ثم توجهنا إلى مكان مرعب حقا مظلم رائحته نتنتة ،توقفت أنستازيا ونظرت لي وقالت ارنستو حبيبي نحن هنا لأجل البقية سنضحي بأنفسنا ولن نتراجع عدني بذلك ،أومأت برأسي غير ٱخذ بكلامه محمل الجد،راوغنا الحراس الذي كان عددهم قليل لأنهم ينتشرون داخل القصر ظنا منهم بأن ميا كانت تخطط لقتل الملك ، نزلنا سلم طويل جدا كنا بكل خطوة يزداد خوفنا وتعرقنا رغم البرد الشديد، وصلنا الى صندوق أسود ضخم مرصع بجواهر قيمة،تقدمت أنستازيا وقالت أنا من سيفعلها لأجل السلام لأجل تحرر أرضي لأجلنا نحن الإثنين ولأجل حبنا , ستفعلها من بعدي والافلن أغفر لك ،ولن يفتح الصندوق ارنستو إلا بدماء أميرة شابة ،وستكون انا "كنت احاول إستيعاب ماتقوله ولكنني عندما فهمت كانت الحقيقة داهمتني ورأيت صغيرتي تغرق في دمائها فوق ذلك الصندوق والسكين قد إخترق قلبهافتح الصندوق فظهر المفتاح السحري الذي كان لونه ابيض في بادىء الأمر ولكنه سرعان ما تلون بالأحمر وكانت دماء أنستازيا هنا فقط فهمت قصد ميا بقبولي الشر الشروط حملت المفتاح وخرجت مسرعا فغايتنا لم تكن التوقف بل كانت المواصلة رغم كل ماسيحدث ،الى البوابة التي كانت تقع بجانب ضريح الملك فهد ،وضعت المفتاح السحري في القفل إذا بها تفتح لوحدها وفجأة سمعت صوتا قويا هز أرجاء المملكة إستدرت خلفي فإذا بالمكان يتحول حيث شرقت الشمس وغردت العصافير وحلقت الفراشات وتلون الحقول ونورت الوجوه ... قد فلحنا في فك اللعنة أبي فعلناها فلتبارك لنا الحياة الجديدة وحتى أمي قد شفيت من مرضها ولكنها لاتزال بالمشفى ثم توجهت إلى قبر أنستازيا وركعت إليه وقلت :حبيبتي داخلي يفيض ألما لفراقك وشوقا للقياك ،حقا انا أمام قوتك مذهول فرطتي بحياتك لأجل غيرك ،وبطعبها الكائنات اللطيفة تميل دائما وابدا إلى التضحية والفداء"
الاقتباس الثاني:
مريَم
ذات صباح في ذلك المنزل الريفي الصغير نهاية البلدة كانت مريَم تعبَتُ بخصلاتها المسترسلة على كتِفيها، غارقة في قراءة الكُتب كعادتها، مُرتحلةٌ بأفكارها إلى تلكَ الحقبةِ من الزمن، حِقبة انتشال بني آدم من الظلماتِ إلى النورِ، فهي مولّعة بمعرفة كل ما حدث في زمنِ الدعوة للإسلام جملةً وتفصيلًا، تسلل صوت أنين إلى أُذُنيْها، قاطع سيْل أفكارها، باتت أنفاسها تتهدج في اضطراب، سارتْ بإهطاع حتى وصلتْ إلى سِنخ الصوتْ. وجدته نائمًا على سريرهِ والعرَقُ ينهَالُ من جَبِينهِ كجريان الماء في الوديانِ، جاءت مسرعةً بالماء البارد، علَّ برودته اللاذعة تنبه حواسه الخاملة. قام والذعرُ يملئُ قلبهُ... مريَم أنتِ هنا!
ردتْ مريَم بحبور لسماعِ صوته أنا هنا لا تقلق
تنفّس الصّعداء ثم أردف قائلًا
مريم، ماذا ستفعلين عندما أرحل عنكِ؟
كتمت غصة في حلقها وهي تقول في مرارة ما هذا السؤال الغريب! أطال الله في عُمُرك...
تبسّم لقوْلِها ثم أعاد السؤال مرةً أخرى
قالتْ والألم يعصف بها بعد نفس طويل، سأخصص لك أكثر من نصف مالي شهريًا...
انتفخت أوداجه واشتعلت عيناه حممًا، لم يكن هذا الجواب المنتظر...
لمحتْ تضاريس وجهه هائجة كأمواجٍ في ليلة شتاء باردة، عصفتْ بها الرياح بعد أن باتت ساكنة
قالتْ وسيمفونية المشاعر المتضاربة تعصفُ بوجدانها؛ ليتَ عندي قوى خارقة أو أنّي مراهقة لسمعت مني ما وددت سماعه، فلا أنا قادرة على أن أمسك المنيّةَ عنك ولا أن أتهور و أنتحر!
تصاعد صوتُ السعال منه حتى كاد أن يفتِكَ به وردّ بإمتعاض! قُلتِها لي حتى مجاملة سيكون أفضل من ردك السابق.
قالت والدموع تنهمرْ على وجنتاها والابتسامة لا تفارقها، ألم تخبرني بأنه من فارقتْ روحهُ الطيبة جسده وغدا في قبرهِ لا حوْلَ له ولا قوّةً إلا بخالقه، أننا قادرين على رفع درجاته بثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
لبث فاغرا فاه لبرهة، ثم قال ونيران الهيام تستعر من مُقْلتَيْهِ
كل الحروف لا تكفيني للرد على ما قد سمعت، الحمد لله الذي وهبني إياكِ زوجةً. قال مناديًا، مَريم كم أعشقُ هذا الاسم.
جاء صوتُها كأنها تتنفس من ثُقب إبرة وهي تجهشُ بالبكاء
نعم
اشتد السعال هذه المرة أكثر من سابقتها، تنفّس نفسَه الأخير وخرجتْ أخر أربعة حروف من حُنجرتهِ قائلًا
أحبك
الاقتباس الثالث:
الحلم
ماكان ليصدق لم يستطع التظاهر بأنه لايزينه وسام الفرحة المفرطة في رنة صوته عند ذكر اسمها لم يستطِع إخفاء جنونه بها الذي أضحى واضحا بعد سنين من الانتظار قام نشيطا يدندن اسمها ويتمتم تارة بالتسبيح والشكر لله ، كل الاماكن تضيق به والفرحة لا تسعها روحه ، لبس بدلته المفضلة و صفف شعره الأشقر وهو اليوم المنتظر كانت تخبره أن أولادهم بحكم الجينات سيشبهون القمر، لم ينسى حديثها عن أسماء الأولاد والبنات و الفرحة التي كانت تغمرها عند أول حمل وكيف كان مختلفا في كل شيء وحتى عاداته وعاداتها وفرط تعلقها المجنون الذي اعتاده وأضحى يستمتع به في كل حين وفي كل مناسبة ، وطريقة تدليلها له التي تزعجه أحيانا من فرط الغيرة وأيام خروجهم وكيف تهافت الناس لأخد صورة بالقرب من هذا الملاك المشاغب وتلك الضحكات والنغمات والجمال المميز، فهذا ما تحبه وتنسى العالم بسببه وحتى مرضها
اليوم هو ميلاد أروى اخته التي ستأخذ مكانه كان اليوم عنده مختلف وجميل لأنه كان ينتظره بشغف، فقد جمع كل الأسماء وغير طلاء البيت الى الوردي بعد أن مل الازرق و اقتصد ليغير حتى الأريكة باللون الفاتح حتى السجاد والجدران واشترى لها كل البستها بنفس اللون إنه ينتظر حلمه و هدية ربه التي طالما حلم بها، من المؤكد ستكون أسعد بعدها و معاناة دامت طوال فترة حملها ستتوج اليوم ب،،،،لؤلؤة تزيد البيت نورا أوقد محرك سيارته
بعد ماكانت ليلته متعبة مع صغيره المدلل وخوف من وصاياها التي ما اعتادت على ذكرها فهذه الساعات عنده ممزوجة بالخوف والفرحة إنه حلمه وحلمها تاريخ تغير كل شيء واستقبال ضيفة جديدة لتزين وتعطر حياتهم وهو يترقب بشغف وينظر لوجه الممرضه وكان سريعا في حديثه ويتمتم احيانا ومنظره لائق زاد في التفاف الممرضات من حوله كان يحمل باقة الورد الذي تحبه لقد تعود على مفاجأتها هذه المرة أوصته بلونه لانه يوم ممزوج بإحساس مختلف صنعته بجنون حواسها ونبضها كان يحاور نفسه سأقبل يدها و جبينها ونسافر عند والدتي لتعتني بها و بالمشاغب الصغير ونجلس ببيت العائلة فهي تعشق المكان نظر لكل من التفوا حوله هرع و فتح الباب فسار مسرعاً لسريرها حاول مسك يدها ... ولشدة اندهاشه و انفعاله سقطت الورود من يده، وإذا به يتفاجأ أنها ليست هي بصوت يرتعش مخنوق أين هي أين ؟؟؟!.. سيدي أرجوك تعالى معي أ. أرجوك ... أخطأت الغرفة انت تعلم الوضع فعلنا المستحيل قدر الله وماشاء فعل لقد لفظت أنفاسها لم تتحمل بحكم صحتها... كان مخاض عسيرفأخذ صغيرته وذهب اليها.. وأخذ يتلمس وجهها ويداها ويصرخ... وهو يمسح على شعرها .. ... منى... منى ورمى ابنته وأخذ يقبل يديها فاليوم هو العام الخامس عشر لتحقيق حلمنا
الاقتباس الرابع:
مجنونتي المتمردة
حبها جعلني أحب الحياة، رقصاتها على أرض المنزل ترهقني في كل حين 'بسمتها تجعلني أموت ألف مرة قبل أي قرار مخرب لأحلامها، إحساسي وكأن الله خلقني من أجلها هي ومن سواها يكون ذات العينان الواسعتان اللتان تخبرانني بأشياء غريبة لم أفهمها لحد الأن ولكنني فهمت عمق مشاعرها لي عندما تحتضنني بدفئ كأنها ملكت الدنيا بأسمى معانيها اللطيفة أو عندما تلامس شعري بكل رفق بذلك المشط الذي يؤلمني برغم من أنها لا تعرف معنى الألم ولكنها تعرف معنى الحب و الحنان فهي الحب في حياتي عندما فارقها الكل وهم سارقين لحبها الوحيد إستشطت غضبا يا ويلتاه ،كم أحب ذلك الشعور عندما تصفق بيديها لأبسط الأشياء حلوى، ملابس،حبات ذرى وهكذا .. هي عالمي الوحيد لو سألتموني من هو الحب في حياتك لقلت هي ومن يتجرأ على أخذ مكانها سيقتل من كثرة لطافتها قلبي الأن ينبض بكل دقاته العازفة لنغم الحب . صحيح أنها معاقة ذهنيا ولكنها ذهني و أفكاري حرمها الناس حتى صنفت في إزدواج محروم عادت وهي خائبة الروح ..ولو قيل الهيام يكون للرجل لصفعت من قال ذلك بكل جهدي هي الهيام يا هذا !! نظراتها المذيبة لفؤادي أو عصبيتها التي ترهق عروقي في كل مرة أواجه حالاتها النفسية تلك لا أنكر أنها مجنونة في غضبها تخرب كل شيء أمامها تضرب جسدي بكل قوة أوتيت بها وترميني بكل أشيائهاولكن عشقي لها ينسيني في ذلك الألم. أنا أرى أحبالها المغبرة من اللاعدم ،حالتها العصبية تنتج جراء عدم فهمنا لما تريد وهذا أصبح كابوس حياتي ولكن طفوليتها المتطفلة على أغراضي وشعري الذي تحبه كثيرا جعلني أتعهد على عدم قص شعري الطويل وذلك بسببها لكي تخربه في كل مرة. أحب ضحكاتها ماوراء صراخها أحب نظامها وإنضباطها اللا متناهي من قال أنها متوحدة فلا يوجد من هو متوحد غيرك أنت يا وجه الذنوب ،فهي حب الحياة ومن لا يعرفها لم يعرف كنز حياتي وهذا أبرز ميزة جعلت حياتي البائسة تروقني ...بكل معانيها
الاقتباس الخامس:
أتراك تضمني ... أنا على قيد الموت
جلست على مقعد مقابل شاطئ البحر بعد أن انهكها التعب، التفتت يمنة ويسرى رأت أُمَّا مع طفليها تداعبهما عادت بذاكرتها للوراء لم يتسنى لها قول كلمة ماما غادرتها أمها قبل أن تستلذ بحلاوة هذه الكلمة وتستعذبها رددت بصوت خافت ماما ...ماما... أمي انفجرت بالبكاء ترى كيف سيكون رد فعل أمها عندما تنظر اليها بعيون بريئة ويشق ثغرها ابتسامة وهي تقول بصوت متقطع ما....ما أكيد كانت لتضمها, كم أنا مشتاقة لحضنك أمي بكت وبكت وبكت حتى جف الدمع وأبى النزول رحمة بعينيها ٫تذكرت زوجة أبيها حين زفت لأول مرة كعروس كيف ركضت نحوها وهي تقول ببراءة :هل أنت ماما الجديدة ؟ وتذكرت نظرات تلك المرأة نظرات سخرية تريد أن تقول بها كيف لعروس جميلة مثلي أن تكون أما لطفلة مثلك ؛شعرت بالخذلان فأخفضت رأسها وعادت أدراجها ٫زوجة أبيها كانت تمارس كل انواع الظلم على هذه الصغيرة , ماذنبي أنا ان كنت ابنة أبي ومن إمرأة غيرك !،تذكرت أيام كانت تختبئ من ألم ضرباتها في تلك اللحظة ،تحسست وجنتيها لازالت آثار لكماتها على وجهها رفعت يدها لترى الاثر، تلك الزرقة التي اكتست بضع مناطق من ذراعها فلم تعرف أيها ترثي، أترثي الحال الذي آل اليه جسدها أم ترثي ألم قلبها بعد ان تبرأ منها والدها وطردت بأقبح الاشكال. المؤسف أنه لم ينصت لها بل آثر تصديق زوجته وتكذيبها هي .
رفعت رأسها للسماء ناجت ربها كعادتها ودعته ان يرحمها ويرأف بحالها أين ستذهب اليوم وأي محل ستحل؟ نظرت للبحر أمامها وقت الغروب الجميع يناظر ذلك الجمال والابداع الالهي مع حبيب او صديق او على الاقل فرد من العائلة الا هي وحيدة بائسة تراءت لها ذكرى نجاحها وتخرجها كيف كان الجميع مع أهله وأصدقاءه الا هي كانت وحيدة ليس لها من أنيس سوى شهادتها التي بين يديها ,حاولت كثيرا أن تسترجع ولو ذكرى واحدة سعيدة لكنها لم تستطع
حل الظلام وعم المكان، الجميع غادر إلا هي ,نظرت للبحر كم هو جميل! تساءلت في نفسها "ترى إن دلفت إليه وارتميت بين امواجه هل سيمانع ؟لدي من الندوب والجروح مايجعلني قبيحة أمام جماله لكنني واثقة من أنه سيعانقني فهو وحيد مثلي "
اقتربت ....خطوة خطوة وقدما ثم ساقا وببطء دلفت اليه كان الماء شديد البرودة لكنها لم تشعر به فبرودة قلبها أشد. أكملت حتى غطى الماء جل جسمها وأخفى وجهها همست :"أخيرا وجدت من يحتضن حزني وألمي سأتشبث به حتى النهاية ".